في 11/8/1840م بعث رئيس الوزراء البريطاني بالمرستون بمذكرة إلى سفير بريطانيا في تركيا بخصوص وتوطين اليهود في فلسطين يقول فيها:
“يقوم بين اليهود الآن المبعثرين في كل أوروبا شعور قوي بأن الوقت الذي ستعود فيه أمتهم إلى فلسطين أخذ في الاقتراب، ومن المعروف جيدا أن يهود أوروبا يملكون ثروات كبيرة.. فإذا عاد الشعب اليهودي تحت حماية ومباركة السلطان (العثماني) فسيكون في هذا حائلاً بين محمد علي ومن يخلفه وبين تحقيق خطته الشريرة في المستقبل .. وسترى الحكومة التركية في الحال كم سيكون مفيداً لقضية فلسطين أن يكسب أصدقاء مفيدين في كثير من الأقطار بقانون واحد بسيط كهذا”(2).
< في 1861/ قال الكاتب البريطاني توماس كلارك في كتابه “الهند وفلسطين”:
“إن بعث الأمة اليهودية سوف ينعش بني إسرائيل ويعود علينا بأفضل المنافع قاطبة، ومن المؤكد أن احتلال اليهود لفلسطين تحت حماية بريطانيا يجب أن يكون بمثابة الضرورة القصوى على الإطلاق ، وإذا كانت بريطانيا تعتمد من جديد على تجارتها كحجر الزاوية في عظمتها، وإذا كان أقرب مجرى للتجارة وأفضله يمر عبر محور القارات الثلاث الكبرى، وبما أن اليهود يؤلفون شعباً تجارياً في الجوهر ، فهل توجد بادرة أكثر طبيعية ومنطقية من زرعهم على طول ذلك الطريق العظيم للتجارة القديمة؟.. أرجعوا إليهم قوميتهم وبلادهم من جديد ، وليس من سلطة على سطح الأرض تستطيع انتزاعها منهم”(3).
في مذكرة من السفارة البريطانية في بتروجراد بروسيا بتاريخ 13/3/1916م إلى وزير الخارجية الروسي لاستطلاع رأي حكومته في شأن استعمار اليهود لفلسطين:
“وصلت برقية من سير إدوارد جراي تقرر ان اهتمام حكومة جلالة الملك قد انصرف أخيراً إلى مسألة الاستعمار اليهودي في فلسطين فإذا كانت وجهة النظر المشار إليها صحيحة فإن الواضح أن نتائج سياسية هامة يمكن الوصول إليها بواسطة الانتفاع من الفكرة الصهيونية، وأجدى هذه النتائج اجتذاب العناصر اليهودية في الشرق وفي الولايات المتحدة وغيرهما إلى جانب الحلفاء”(4).
< وعد بلفور في 2/11/1917م:
“إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية. وعلى أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى”(5).
< من مذكرة لبلفور 1/8/1919 بخصوص لجنة “كينج ـ كراين” الأميركية حول سوريا وفلسطين” “فقد التزمت الدول الأربع الكبرى بعهودها تجاه الصهيونية، ولا ريب في أن الصهيونية سواء أكانت على حق أم على باطل ، وسواء أكانت طيبة أم شريرة ؛ عميقة الجذور في تقاليدنا، وفي حاجاتنا الراهنة ، وفي آمالنا المقبلة ، وهي أكثر أهمية من رغبات وأهواء الـ700 ألف عربي الذين يقيمون الآن في البلاد العريقة”(6).
< من رسالة ملك بريطانيا إلى شعب فلسطين بمناسبة إصدار مجلس الحلفاء في سان ريمو في 20/4/20م قراره انتداب بريطانيا على فلسطين :
“.. إن الدول المتحالفة والمشتركة قد قررت أن تتخذ التدابير لتضمن تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين بالتدريج”(7).
————–
2- ملف وثائق فلسطين “موف” الهيئة المصرية العامة للاستعلامات ص48.
3- موف ص53. \\
4- موف ص 191 ـ نقلا عن الدولة العربية لمحمود كامل المحامي.
5- موف ص 217 ـ نقلا عن وثائق القضية الفلسطينية ، الجامعة العربية.