منذ فترة قصيرة نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية تقريرا أشارت فيه إلى ارتفاع نسبة معتنقي الإسلام من بين الفرنسيين وخاصة في الأوساط النسائية وأكدت الصحيفة الفرنسية في تقريرها أن الإسلام ينتشر في فرنسا رغم الضغوط التي تبذلها الجماعات اليهودية المتطرفة بالإضافة إلى اليمين الفرنسي من أجل تحجيم الإسلام ومحاصرة المسلمين.
والغريب أن “لوموند” نشرت تقريرا مثيرا حول القرآن الكريم منذ فترة وجيزة للغاية قالت فيه : إن أحد الصحفيين الفرنسيين فوجيء عند بحثه عن كتاب القرآن الكريم لدى بعض المكتبات الفرنسية فوجيء بأن الكتاب المقدس لدى المسلمين نفد من جميع المكتبات الكبرى الموجودة بالعديد من المدن الفرنسية منها تولوز وستراسبورغ ومارسيليا حتى أن أحد البائعين في مكتبة ابن سينا في تولوز أكد للصحفي الفرنسي أن القرآن الكريم تحول في الفترة الأخيرة لواحد من أشهر وأكثر الكتب مبيعا في فرنسا.
ومن بين الفرنسيين غير المسليمن الذين اشتروا القرآن الكرم ويقرأه بصفة مستمرة “بيبر” المواطن الفرنسي الذي يعمل كمراقب في مجال الأمن الخاص وبعد قراءته للقرآن طرح “بيبر” تساؤلا مهما لماذا يهاجم الغرب الإسلام ويوجه للمسلمين كل هذه الاتهامات رغم أن القرآن لا يحتوي على أي شيء يؤيد تلك الاتهامات ولو من بعيد؟ طالب “بيبر” في حديثه لـ”لوموند” بضرورة أن يتم اعتبار القران جزءا من ثقافة فرنسا المعاصرة خاصة وأن الإسلام يعتبر الديانة الثانية في فرنسا من حيث درجة الاعتناق بل يعتبر الديانة الأولى في نسبة الفرنسيين المقبلين على اعتناقها وتضيف الصحيفة الفرنسية أن اهتمام الفرنسيين والأوروبيين بوجه عام بالقرآن الكريم ليس وليد احداث الحادي عشر من سبتمبر كما يروج البعض فالتاريخ يذكر أن القائد الفرنسي الشهير نابليون بونابرت حينما قام بحملته الشهيرة على مصر كان شديد الاهتمام بفهم معاني القرآن الكريم وكان يبدي تأثرا ببعض الآيات إلى درجة أن فيكتور هيجو لقبه بنبي الغرب.
وتضيف “لوموند” أن اهتمام المواطن الغربي بالقرآن يراه الخبراء الدينيون والنفسيون إنما يعود لرغبة المواطن الغربي في إزالة الغشاوة عن جهله بحقائق الأمور وهناك العديد من القراء الفرنسيين الذين لم يستطيعوا إغفال اهتمامهم الشديد بالإسلام ومن هؤلاء “سيسيل” الطالبة في العلوم التطبيقية وهي تعترف بأنها شديدة الولع بالقرآن وترى أنه لا يحمل الصورة السلبية التي يروجها بعض أعداء الإسلام حوله بل إن كل ما يروج حول القرآن لا يمكن وصفه إلا بأنه مجرد شائعات لا يستطيع أحد إنكارها.
وتختتم الصحيفة الفرنسية تقريرها المثير بقولها “لقد تعددت النقاشات حول “التسامح والعنف” وأثير أكثر من مرة مصطلح “الجهاد والقرآن” كان المصدر والنواة الأساسية لهذه الآراء لأنه مثل جميع النصوص الدينية الهامة الأخرى حي ونابض بالمعاني والدلالات لذلك وجب فهمه جيدا وإدراك الحقائق الغامضة فيه والبحث عن المعرفة الحقيقية حتى تستطيع التفريق بين ما هو خطأ وما هو صحيح.
> جريدة البصائر ع 415