الفتاة المتميزة تتسم بالإيجابية خاصة في تعاملها مع الآخرين، فهي اجتماعية بشوشة، متواضعة، تحترم وجهات نظر الآخرين، وتقدر آراءهم وإن كانت مخالفة لما تراه، ووسيلتها في الإقناع، الحوار الهادئ والمجادلة بالحسنى مع التزام الرفق واللين، وإشعار المخاطب بمحبته والحرص عليه..
والفتاة المتميزة شعلة من النشاط والحيوية في تقديم المساعدة للغير، ورسم البسمة على شفاه طالما حرمت منها.
التميز في الإحساس بالآخرين
الفتاة المتميزة هي التي تشعر بآلام الآخرين وتحترم وتقدر شعورهم وإحساساتهم، ولا تقوم بالأعمال القذرة، التي تجلب لها ولبيتها العار وسوء السمعة، والتي تنتج عنها الآلام والعذاب.
أما فتاة اليوم فلا تحترم إحساسات الآخرين، وشعورهم ولا تبالي لذلك ولا تشفق من أليم عذابهم.
فمثلا الأطفال المتخلى عنهم، ما ذنبهم في هذه الحياة؟ نتيجة علاقات جنسية غير شرعية، ألا تعلمي أن إشباع الشهوة في ثوان متعددة، ينتج عنها طفل مظلوم في تسعة أشهر؟ وبعد ذلك تقومين برميه في قمامة أزبال أو مراحيض عمومية.. أليس لديك أي إحساس؟ ألا تشعرين بأي ذنب؟ ألا تلومين نفسك؟ أي نوع من القلوب تكسبين؟
وبعد كل هذه المغامرات يقوم الأب الغدار بدوره هو كذلك برميك مع هذا الطفل المظلوم ونكرانكما وبالتالي تعيشين حياة اليأس والتشاؤم وتدخلين العار على أسرتك ونفسك وتخسرين الدنيا والآخرة، بهذه الأعمال الشيطانية القذرة، ويجد الطفل نفسه في بيت مجهول “بيت الأطفال المتخلى عنهم”.
وهناك مثال آخر لفتاة اليوم البخيلة والجافة من الحنان والإحساس لا تزور الأطفال اليتامى أو المتخلى عنهم، أو تساهم بمساعدات مادية أو معنوية، ألا تفكرين في زيارتهم ولو مرة في الشهر؟ ألا تعلمين أن زيارتك هذه تدخل الفرحة والبهجة لدى قلوبهم البريئة؟ ألا تريدين الحسنات والأجر؟ ألا تعلمين بأن لك أم وأب يرعيانك وهؤلاء المظلومين ليس لديهم حنان أمومة ولا رعاية أبوة؟ بالله عليك ما هذا البخل والجفاف؟
التميز في تربية الأبناء :
الفتاة المتميزة هي الفتاة المخلقة ذات الأخلاق الحسنة والطيبة، ذات تربية دينية وخلقية، وآداب سامية وقرآنية، فيه تتمتع بشخصية قوية وإيمان قوي، وحياء، وعزة نفس، وكرامة، وتحافظ على أنوثتها، لأنها تعلم أنها ستكون أما في المستقبل، ومسؤولة عن الأمانة الزوجية، وتصون عرضها وعرض زوجها، وتكون قدوة لأبنائها ليكونوا ناشئة صالحة.
أما فتاة اليوم فلا تبالي بالأهداف التي خلقت من أجلها ولا تهمها كرامتها، وعزة نفسها، فهي على العكس تحب أن تكون دائما في مواقف الذل والإهانة بملابسها الضيقة، وقلة حيائها، وسوء تربيتها، وتظن أنها متحضرة وبالتالي يكون أبناؤها مثلها، وبالتالي يكون أبناء المجتمع فاسدون.
ولهذا يجب على الرجل بدوره أن يحسن الاختيار لقوله : >الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة<. وقوله كذلك : {تنكح المرأة لأربع : لمالها ولجمالها ولنسبها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك<.
سارة أبو الأنوار