خديجة ادريسي – سيدي قاسم -
أنا المغربية الحرة الأبية،
جبال الأطلس تعرفني والأودية،
وجبال الريف والصحاري والبادية، كذلك تعرفني أهز المهد بيميني راضية مرضية، وباليسرى أرفع راية الوطن عالية، أنا و المجد في سباق لنيل الدرجة السامية، فلا المجد سبقني ولا أنا مللت الخطى الجارية.
فلم أكن أبدا ذليلة ولا طاغية أو باغية، تجملت بالعقل والحكمة والدراية، وتزينت بالإيمان وحسن العبودية، الحياء ردائي وشراعي الوطنية والعالمية، تدفق العلم من أصابعي ينابيع جارية، تشرب منها القوافل القاصية والدانية، قطوفي أزهار أينعت بالجمال زاكية، وفاحت بالروائح العطرة الطبيعية، والدُّرَرُ من حولي تناثرت نجوما فلكية، شمسنا تطلع قبل الأوان في سماء صافية وأرضنا طيبة في جنباتها خيرات نامية، واكتشفنا طيّاتِ الأغوار السرية، وسُدْنا بالشرف والكرم والسموّ بغيتنا في كل دقيقة وثانية، من ذا الذي يجهل تاريخي ويطمع أن يجعلني بسهولة متردية مهملة في سلة العدم مرمية؟!
أنا المغربية الحرة الأبية إن عشت كانت الحياة لي طيبة شرعية وإن مت توفاني ربي برحمة سرمدية وتركت بعدي صَيْتا وذكرى حميدة زكية.