المبحث الأول: شروط النهوض الحضاري
تــقـديـــم
القرآن الكريم خطاب الله لخلقه أنزله إليهم لتحقيق الغاية من خلقهم وهي العبودية المطلقة له قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}(الذاريات : 56).
و هي غاية تشتمل على تحقيق كل ما يرقي حياة الإنسان ويسعده في الدنيا والآخرة في خضوع تام لبارئه. إذا حصل الإيمان بها.
ولما كان تحقيق هذه الغاية لا يحصل إلا بضبط علاقات محددة وهي علاقة الإنسان بخالقه وعلاقته بأخيه الإنسان وعلاقته بغيره من الخلق من أرض وسماء وما بينهما، فإن الله سبحانه أنزل كتابه هدى للناس مشتملا على ما يحتاجونه من الأحكام لتنظيم هذه العلاقات، ليبقى الخلق كله في نظام تام ليس فيه ما يفسده، إذ أيما إخلال بهذا النظام ينتج عنه إفساد بوجه ما؛ فالنظام لا يحميه إلا الأحكام من واجب وممنوع.
ولما كان من طبع الإنسان التفلت من التكاليف التي هي سبيل النظام فقد جعل الله له من جنسه من يقوم بحماية هذه الأحكام وذلك بالسهر على القيام بالواجب وتعطيل الممنوع.
ولا عجب في هذا ولا استئثار ولا تحكم ولا وصاية، لأنه إذا كانت كل جماعة تضع لنفسها جملة من الأحكام التي تراها كفيلة بتحقيق النظام الذي تقوم به مصالحها(1) وتنتدب من يسهر ويتابع تنفيذ هذه الأحكام حتى لا يتسيب الوضع وتضيع المصالح فإننا نجزم بحكمة العليم الخبير فيما أعد من حُمَاة لشرعه وللسهر على تحقيق الحق وإزهاق الباطل.
وإذا كانت الفئة المنتدبة من المخلوقين للسهر على أحكام النظام هي المحفِّزَ على أداء الواجب وترك الممنوع وذلك بالتدخل لإنزال المستحَقّ من الوعيد بالمخالف عندهم(2)؛ فقد تميز تشريع القرآن بكون أحكامه تؤدَّى على وجه العبادة، فيرجو المرءُ الأجْرَ على الامتثال، ويخشى العقوبة إذا لم يمتثل، وهذا مايضمن الاستمرارية والامتثال التلقائي تحجيما لسلطة الفئة الساهرة على التنفيذ، فكان هذا ما تميزت به رسالة القرآن عن غيرها من مصادر التشريع.
ولقد حصل العلم الضروري بتحقق هذه الاستمرارية والامتثال التلقائي الذي هو مظهر الاستمرارية للتشريع ذي المصدر الإلهي، وإن اختلف قدْرُ هذا الامتثال التلقائي-الاستجابة- الذي لا يخفى أثرُه عبر القرون.
وفي ظل هذا التفلت من القانون وما ينتج عنه من فوضى وضياع للمصالح، وتخلُّف حضاري، صار مُلِحًّا البحث عن ضمانات الاستمرار ودواعي الاستجابة.
في هذه الورقة محاولة للبحث عن هذه الضمانات والدواعي تخليةً للمجتمع من السلبية السائدة وتحليةً للأفراد بالإيجابية المطلوبة؛ تحقيقا للرقي المنشود، والنهوض الحضاري المطلوب.
وذلك في مباحث :
المبحث الأول : شروط النهوض الحضاري
المبحث الثاني : رسالة القرآن وشرط تأثيرها في النهوض الحضاري
المبحث الثالث : منهج القرآن في التربية على الاستجابة الطوعية لأحكام النظام.
عند الحديث عن النهوض الحضاري في مفهوم القرآن الكريم نجد معاني كثيرة تتلخص في “تحقيق أعلى درجات التكريم لبني آدم باستعمال ماسخره الله لفائدته تحقيقا لأعلى درجات التقوى”، قال تعالى: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا}(البقرة : 29). وقال تعالى : {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}(الحجرات : 13) وهذا يدل على أن أرقى إنسان وأكرمه هو أتقى الناس لله. وفي قوله تعالى: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا}(النور : 55) يتأكد أن الغاية من التمكين تحقيقُ العبودية لله تعالى، وأعلى صُورها التقوى. وبقدر ماتحققت التقوى بقدر ما يتحقق من التكريم.
وقد ذكر الله تعالى في نحو 22 آية ما سخره لبني آدم، والمسخَّرَات تنوعتْ لتشمل ما في السماوات والأرض مما استطاع الوصول إليه، منها ما ذُكر تفصيلا ومنها ما ذكر إجمالا.
فلم يُخْلق شيء مما سُخِّر للإنسان إلا تيسيرًا لتقوى الله التي تجمع كل معاني العبودية من خضوع ومحبة.
والدليل على ذلك الاحتفالُ بعد آيات المسخَّرات بذكر التقوى طلبا لتحقيقها، أو تحقيق أسبابها، ولوازمها، أو ذكر موانعها، تحذيرا منها، متضمنة صورا من الذم، من قبيل الجَهُول والظلُوم وقلة العقل والفقه…
قال في سورة الرعد بعد ذكر المسخَّرات {لعلكُم بلقاء ربكم توقنون}(الآية : 2).
وقال في سورة إبراهيم {إن الإنسان لظلوم كفار}(الآية 34).
وقال في سورة النحل في مطلعها إيذانا بالغاية مما سيذكر من المسخرات {أن أنذروا أنه لاإله إلا أنا فاتقون}(النحل : 2) وقال : {إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون}(النحل : 12) وقال : {ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون}(النحل : 14).
هذا هو مفهوم القرآن للنهوض الحضاري ويمكن صياغته أيضا بأنه عمارة الكون واستثمار ما فيه تيسيرًا لتقوى الله وعبادته.
ومتى اختل شرْطُ التقوى في بني آدم جملةً دَلَّ ذلك على أن التسخير استحال إفسادًا أو المسخَّر صار فاسدا بوجه ما.
وبالنظر في تاريخ البشرية نجد أن أسباب التقدم والنهوض -وماينتج عنه من رقي للإنسان، والذي لايحصل إلا باستثمار ما خلق الله وسخره-، ترجع إلى ثلاثة أسباب لابد أن تتحقق وهي:
أولا :الرسالة :
والرسالة هي العقيدة ومايتفرع عنها من الأخلاق والقيم والمثُل العليا التي يشترك في اعتقادها الأفراد أو الجماعة أو الأمة، ويكون في مُثلها مايَحْفِز على العمل بفضل ما تحققه من رغبات قد تكون دنيوية أو أخروية؛ وتكون في أصولها غير قاصرة على الفئة التي تؤمن بها بل قابلة لنشرها بفضل ماتتضمَّنُه من مبادئ وقيم مقبولة عقلا ليكون ذلك مُسوّغًا لحملها وتبليغها.
فكل الأمم التي تقدمت، والتي نعيش معها جنبا إلى جنب في هذا الكون تستمد قوتها من رسالة تحملها إلى غيرها، وهي تبذُل كل ما تملك من قوة لتجاوز العوائق وما يحول دون ذلك.
وإذا أردنا أن نقف مع الأمم المعاصرة ذات الحضارات المتميزة كاليابان و الصين أو أوروبا و أمريكا أو اليهود فإننا ندرك هذا بأدنى جُهْد فجارتنا أوروبا مثلا استفاقت في عهدها الفيودالي على وقع رسالة الإسلام التي زعزعت كيانها؛ وبقيت زمنا تستقبل الوافد الجديد الذي كان متحمسا لرسالته مستعدا للإمامة في كل شيء في دقيق العلوم وجِلِّها؛ فلما استوعبت الدرسَ لم تجد بدًّا لتحقيق رغبتها في التقدم ومنافسة الغير الذي يزاحمها -في ما كانت تعتقده سلطانها- من التسلح بالرسالة التي تحملتها سابقا وهي رسالة المسيحية.
فكانت هذه الرسالة الهدف الذي توحدتْ عليه قلوبُ شعوب أوروبا. ولإحكام السيطرة على المنافس لابد من العدة اللازمة لذلك، فسخَّرت كُلَّ الطاقات لامتلاك القوة المطلوبة، وكل ذلك من ورائه رجُلُ الدين.
والحملات التبشيرية إلى اليوم أكبر مقنع.
ولا ننفي أثَرَ الرغبة في الاستكثار المادي الذي وظف لتقاطع الأهداف؛ فكانت النتيجة إسقاط الخلافة الإسلامية مرتين، الأولى سنة 656هـ، والثانية سنة 1921م.
ولما كان قبول الرسالة لدى الآخر وما يراه من خيره فيها شَرْطًا لتحقيق الأهداف بأقل كلفة، فقد عمد الغرب إلى الحفاظ على المحفز الأول-الذي هو العقيدة الدينية- وحتى تضعف المنافسة وحِدَّة المواجهة خصوصا مع الإسلام وضَعَ رسالة أخرى هي الديمقراطية على الطراز الليبرالي غربا، وعلى الطراز الاشتراكي شرقا(3)؛ وقادوا حروبا لأجلها؛ فلما استجاب الناس لذلك وأصبحت الديمقراطية تفرِزُ مالا يسر انتهى الأمر إلى أن هذه الرسالة ليست مقصودة لذاتها!! ا لأن الديمقراطية بالمفهوم الغربي لايتفوَّقُ فيها إلا أصحاب الرسالة وهم يدركون ذلك جيدا؛ لأنهم أصحاب المنتوج وهم أعرف بخباياه، وإنما عمدوا إلى هذه الرسالة لمعرفتهم أن المجتمعات والأمم غيرهم ليس عندهم هذا المنتوج، وهو الشرط الذي سلف ذكره.
فلما انتهوا إلى هذه النتيجة -وهم محتاجون إلى الاستمرار في التفوق والسيطرة- جاءت رسالة الحرب على الإرهاب… وهكذا البحث في المثُل التي تكون قيماً عليا تتوق إليها الأنفس ويتم من خلالها تسويق التفوق.
والنتيجة أن غياب رسالة واضحة للأمة يتم من خلالها رسْمُ معالم المستقبل، مع التخطيط لتحقيق أهداف تتفق مع مبادئ هذه الرسالة هو سبب حتمي للبقاء في مؤخرة صف الأمم ذات الرسالة -أية رسالة.
ولابد أن نشير إلى أن الاستمرار في التفوق على الآخر رهينٌ بالرقيِّ الداخلي الذي تعكسه القيم الاجتماعية، والمثل العليا لذلك المجتمع أو تلك الأمة. وكل إخلال بمعالم الرسالة ومبادئها التي منها انطلقت الأمة في رقيها يسَبِّب الانهيار.
ومقدارُ القوة حينَها يُقَاس بعدد العلماء والخبراء الذين يحملون تلك المبادئ كما وكيفا، وبالخلف الناشئ على ما نشأ عليه أسلافهم.
وكل هذا واضح لايخفى على ذي بصر أو بصيرة في عالمنا.
ثانيا: النظام والتنظيم :
النظام هو عبارة عن حالة الاستقرار الاجتماعي بفضل العلاقة المنضبطة بين أفراده وجماعاته بما يتفقون عليه من الأحكام المنظمة قال ابن تيمية رحمه الله في معرض حديثه عن مصادر التشريع لدى الجماعات البشرية حيث قسمها إلى أقسام ثلاثة عقلي وملي وشرعي “ووجه القسمة أن جميع بني آدم العقلاء لابد لهم من أمور يأمرون بها، وأمور ينهون عنها، فإن مصلحتهم لا تتم بدون ذلك، ولا يمكن أن يعيشوا في الدنيا بل ولا يعيش الواحد منهم لو انفرد بدون أمور يفعلونها تجلب لهم المنفعة، وأمور ينفونها تدفع عنهم المضرة، بل الحيوان لابد فيه من قوتي الاجتلاب والاجتناب، ومبدؤها الشهوة والنفرة، والحب والبغض، فالقسم المطلوب هو المأمور به والقسم المرهوب هو المنهي عنه”(4).
والتنظيم عبارة عن ضبط المجتمع في مجموعات أو جماعات تشترك في مهنة أو حرفة، أو تجمعها صفة من الصفات، كالعلماء والمفكرين وهم أيضا يمكن تنظيمهم بحسب التخصصات، وكالفلاحين ويمكن تنظيمهم بحسب المنتوجات التي ينتجونها، وأيضا من لم يعد قادرا على العمل فقد وضع لهم في المجتمع الغربي المنظم دور العجزة…
وغاية التنظيم تقوية الجهد لتحسين المردودية، والتفكير في التطوير والإبداع، وكسب المنافسة، والزيادة في ضبط النظام. وقد أبانت تجربة الأمم المتقدمة ضرورة اجتماع كل فئة انتظمت في تنظيم جنبا إلى جنب لتحقيق الألفة المطلوبة لتحصيل المردودية المرغوبة.
وعلم ضرورة أن النظام ظرف مكاني لازم لأي تطوير أو إبداع أو تسخير بل هو شرط لا غنى عنه، إذ الفوضى عائق لكل ذلك، وقد تفننت الأمم عبر التاريخ في أشكال وصور النظم التي تقوم حامية للمكتسبات وداعية للاكتشافات. ونتائج هذا في المجتمع الغربي مما لايخفى ولا يحتاج إلى تأمل.
ولاشيء يضمن هذا الانضباط للأحكام المنظمة سوى الشعور بالعدل في أصوله، ومبادئه؛ ومالم تشترك هذه الجماعة بهذا الإحساس، وأيضا في الأهداف، فإن التصدع حتما واقع، والتفلت جزما متحقق. وكلما وقع ذلك تدخلت الفئة السالفة الذكر الساهرة على النظام واحترام القانون، وكلما اتسعت مساحة تدخلها كان إيذانا بانهيار الاستقرار.
وكلما صار احترام النظام عادة كانت التلقائية في الخضوع لأحكامه، وهو أمر يحتاج إلى تربية عليه، والتذكير به وبالوعيد الذي يلحق المخالف له. وهذا مما لايخالف فيه عاقل.
ثالثا : تقديس الوقت والزمن :
والزمن عند الله وفي قاموس الحضارة هو عبارة عن جزء من عمر الكون والإنسان وقيمته تقدر بقيمة ماتحقق فيه من قبل الإنسان من بناء؛ وعلى هذا التحديد قد تكون السنوات القليلة أعظم من القرون العديدة، وذلك أن طفلا مبدعا سيكون عمره أطول ممن عاش مئة سنة بين الأكل والشرب واللامبالاة؛ قال تعالى :{أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها}(الأنعام : 122) فاعتبر الله تعالى الفترة الزمنية التي تقدمت بدون رسالة وبالتالي بدون عمل صالح موتا، وجعل من لم يأخذ في طريق العمل الصالح النافع في ظلام دائم لم يطلع عليه فجر اليوم الأول من حياته، بينما من أخذ بنور الرسالة وشرع في البناء يعد لبناته اعتبره حيا، والحياة معنى للحركة والحركة لاتكون إلا في ظرف زماني.
ولهذا صار الزمن ذا قيمة يباع ويشترى وقيمته تزيد وتنقص بحسب المنفعة التي تتحقق فيه. والمجتمعات الغربية تقاضي على التأخر عن الموعد المحدد للسلعة، أو الخدمة احتسابا لقيمة ما كان سينجز بذلك لو كان في الموعد. وبهذا الاهتمام بالزمن تراكمت المنتجات، وكانت المردودية، وحصل التفوق والإمامة.
وقد اعتنى بعنصر الزمن المعاصرون دراسة وتقويما لمعرفة أحسن الأوقات للصحة، وللعمل وغير ذلك. وقد أكد التاريخ الإسلامي قيمة أوقات العمل التي كانت منضبطة بمواقيت العبادات، ولا ينازع في مردودية الإنسان في تلك الأوقات إلا جاهل بها أو مكابر.
فهذه فيما نرى أهم أسباب التفوق والترقي والنهوض الحضاري، فإذا أردنا تثبيت هذه العوامل وتحلية المجتمع بها وتخليته من أضدادها فإننا مطالبون بتحليل نفسي، واجتماعي لواقعنا لكي نتمكن من المداخل الصحيحة، ولا شك أن هذا حاصل بدرجات متفاوتة وكانت نتائجه متناسبة مع ذلك.
وأرى في اعتقادي أن الله تعالى عليم خبير بخلقه الذي لم يخلقه عبثا، قال تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}(الملك : 14)، انه كفانا مؤنة كثير من الوقت والجهد الذي سيصرف لذلك، والذي إنما يؤكد قواعد وسننا هي بين أيدينا ضمنها كتابه سبحانه وتعالى ونحن مطالبون باستخراجها وتوظيفها.
هذا الكتاب الذي تحقق به مراد الله تعالى من خلقه باستعمال المسخرات لتحقيق غايات التقوى في فترة يقينا، فإنه لا يزال قادرا على ذلك يقينا، حتى يدل دليل يقينا على عجزه وهو ما لن يكون جزما، لأن الله تعالى ضمنه ما يكفل استمرارية أهداف إنزاله.
وما يكفل ذلك يتلخص فيما يلي:
1- الفئة العالمة به الوارثة خصائص النبوة التي بها تحققت هذه الرسالة أول مرة، وهي الأمانة التي يلزم أن تبلغ أصحابها وتؤدى إليهم {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا}(الأحزاب : 72). هذه الأمانة هي إرث النبوة الذي يشمل العقيدة وما يتفرع عنها ومنهج تنزيل ذلك.
2- والاستجابة الطوعية لأحكامه بما انطوت عليه من مرغبات في تحقيقها مادية ومعنوية، وأيضا من مرهبات لمن تخلف عنها مادية ومعنوية، دنيا وآخرة، مما لا يمكن لأي نظام أو فكر أن يتضمنها.
وسنرى في المبحثين الباقيين إلماعات تتضمن كيفية ذلك.
د. محمد ناصري – أستاذ بدار الحديث الحسنية -
——
1- قال ابن تيمية رحمه الله في معرض حديثه عن مصادر التشريع لدى الجماعات البشرية حيث قسمها إلى أقسام ثلاثة عقلي وملي وشرعي “ووجه القسمة أن جميع بني آدم العقلاء لابد لهم من أمور يأمرون بها، وأمور ينهون عنها، فإن مصلحتهم لا تتم بدون ذلك، ولا يمكن أن يعيشوا في الدنيا بل ولا يعيش الواحد منهم لو انفرد بدون أمور يفعلونها تجلب لهم المنفعة، وأمور ينفونها تدفع عنهم المضرة، بل الحيوان لابد فيه من قوتي الاجتلاب والاجتناب، ومبدؤها الشهوة والنفرة، والحب والبغض، فالقسم المطلوب هو المأمور به والقسم المرهوب هو المنهي عنه”. الفتاوى 40/20
وهو يعني ما تعارف الناس عليه اليوم من الحقوق والواجبات، فالمطلوب والمنهي لا يراعى فيه إلا تحقيق ذلك.
2- ودليله أنك ترى وجود الشرطي يمنع من ارتكاب المخالفة، والقاضي يمنع من السطو.
3- ولانغفل أن العقيدة الشيوعية استمرت زمنا في الجهة الشرقية حتى استنفذت ما عندها.
4- الفتاوى لابن تيمية20/40