للمرة الثالثة.. ألتمس الموافقة على تطليقي.. بشرط أن أحضن أطفالي الثلاثة.. إنك دائما تبرر رفضك مطالبتي بالطلاق بأن مرضي مجرد وعكة صحية عابرة.. وأنا أدرى بنفسي… لا أريد أبداً بخس زوجي حقوقه..!
عدت إلى البيت منكسرة، وفي يدي وثيقة الطلاق والحضانة.. أحترق بين نارين.. وما لم أفصح عنه للقاضي، أن أختي جاءتني تعرض علي بإلحاح تحملها لكل أعباء البيت ريتما أشفى.. أكبرت فيها ذلك بكل امتنان.. وفي مثلنا المغربي : >الخاوَا.. حدْها الدنيا…!<!
كذبت ظني مرارا.. حاولت اقناع نفسي أني لم أر شيئا.. فتضاعف عذابي.. فاتحت زوجي في الأمر… فأمرني بالصمت واللامبالاة.. وإلا فإني الخاسرة!
فاتحت أختي في المصيبة.. فاستهزأت مني بكل وقاحة.. وكل ما ختمت به أن : كليهما يعشق الآخر…!
تدخلت أمي.. ثم أبي.. بكل الوسائل.. خيَّراها بين رضاهما وسخطهما.. بلا جدوى.. ولكم حز في نفسي سخطهما عليها….!
فضلت الطلاق في صمت.. ليتزوج زوجي أختي… وأعيش معهما في بيت واحد لحضانة أطفالي….!
أحترق كل لحظة.. لم أستطيع التخلي عن أبنائي… هم حياتي.. ولم أستطيع المطالبة بسكن مستقل طاعة لأمي وأبي اللذين لم يرضيا الفضيحة أمام الناس… والجمرة التي تغوص بداخلي أني لا أستطيع قطع صلة الرحم مع أختي… رغم أن ظلمها لي يفوق كل تعبير.. وكيف أقاطعها والله يشدد على صلة الرحم؟!
لم أتوقع يوماً -ولو في كابوس- أن أختي ستطعنني من الخلف.. وتحطمني لتجعل حياتي جحيما لا يطاق..!
أتجرع ظلمها وأتصبر.. ويتضاعف يقيني أن الله معي، فأهرع إلىه كلما ضاقت الدنيا علي وضقت بها.. أستشرف يوم يكبر أبنائي ويعتمدون على أنفسهم.. أتضرع إلى الله أن يخلفني فيهم خيرا.. وكم أخشى حين يكتشفون حقيقة أبيهم وخالتهم..؟! ترى.. كيف سأبرر لهم طلاقي..؟!
أصابني شلل نصفي من هول صدمتي.. ورغم ذلك، فنصف جسدي المعافى يقاوم بكل ذرة فيه.. ويطمئن.. لأن الله عز وجل لن يتخلى عني أبداً.. وإن شل نصفي.. فنصفي الآخر يزداد قوة بقوة الله وحوله.. فلماذا أعذب نفسي بالنظر إلى نصف الكأس الفارغ وأندب حظي.. ونصف الكأس المملوء نعمة كبيرة من الله عز وجل…؟!