البويسفي محمد
لقد مر بنا شهر رمضان، شهر البركات والخيرات، شهر العبادة والتقرب إلى الله. وشهر العبادة والتقرب إلى الله.
وهو شهر تفتح فيه أبواب الخيرات وتصفد الشياطين وينادي يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر, وفيه يقبل الناس على العبادة بشكل منقطع النظير فتمتلئ المساجد عن آخرها، والذي لا يحافظ على الصلاة تجده في رمضان يحافظ عليها في أوقاتها، بل ويحافظ على صلاة الفجر جماعة أيضا.
ويتلو القرآن أناء الليل وأطراف النهار، وأينما ذهبت تسمع القرآن يتلى في المنازل والمحلات التجارية والحافلات وسيارات الأجرة..
وفيه تغيب عادات قبيحة، فالذي يدخن يحاول أن ينقطع عن التدخين خلال هذا الشهر الأبرك، وقس على ذلك…
للأسف الشديد تغيب هذه الحماسة للتدين، ويفتر الناس بعد رمضان، ويعود كل واحد لعاداته القديمة.
لست أدري لماذا؟
هل الصلاة واجبة في رمضان فقط؟ وأن قراءة القرآن يؤجر عليها في رمضان فقط؟ والإقبال على الدروس والبرامج الدينية يكون في رمضان فقط؟
بعض الناس البسطاء يظن أن لا صوم بدون صلاة، لذلك ترى حتى الذي لا يصلي يحافظ عليها في رمضان!
وبعضهم يجعل مواسم للعبادة، فشهر رمضان موسم عبادة والتقرب إلى الله، لكن بعد انقضاء رمضان يوقف الصلاة وأعمال الطاعات إلى موسم آخر!
حتى الحانات nعندنا في المغرب- تغلق أبوابها قبيل رمضان بقليل. وكأن الخمر حرام في رمضان حلال في باقي الشهور!
بعض الظرفاء يطلق على أمثال هؤلاء لقب: “عباد رمضان” أي يعبدون الله في رمضان فقط، وهناك من يتهكم عليهم فيجعلهم يعبدون شهر رمضان لذاته.
وهنا تحضرني قولة أبي بكر رضي الله عنه عند وفاة النبي : >أيها الناس من كان يعبد محمدا فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت<. وكذلك نقول : أيها الناس من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد انقضى ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.
الله سبحانه وتعالى شرع لنا أعمال الطاعات والعبادات على طول العام، لنكون على اتصال دائم به سبحانه وتعالى. نستحضر خشيته وخوفه ومراقبته في حياتنا كلها، لتستقيم حياتنا على الشرع بما يجلب لنا رضا الله تعالى، ويحقق لنا السعادة في الدنيا والآخرة.
وخير الأعمال أدومها وإن قل. يقول تعالى: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} واليقين هنا هو الموت، أي اعبد ربك واستمر على تلك العبادة إلى أن يتوفاك الأجل وأنت على ذلك الحال. وقال العلماء في قوله تعالى:” ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون”، أي كن مسلما طول حياتك حتى إذا جاء الموت تموت على دين الإسلام.
وإنما الأمور بخواتمها، فاللهم أحسن خاتمتنا.