… تعرف العديد من الأوساط الإعلامية الغربية وبمباركة جهات رسمية نافذة هذه الأيام سعاراً عنصريا غير مسبوق يذكرنا بالإرهاصات الأولى التي سبقت أطوار محاكم التفتيش في بلاد الأندلس.
فمن إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لرسول الله على نطاق أوسع إلى عرض فيلم “الفتنة” لصاحبه الهولندي المأفون على شبكة الأنترنيت بعدما رفض عقلاء الحكومة الهولندية السماح بعرضه في قاعات السينما، إلى الإعداد لإطلاق سلسلة جديدة من أفلام الكارتون تسيئ إلى زوجات النبي .
إلى المهزلة الفرنسية الأخيرة وليست الآخرة بحيث منعت إحدى القنوات التلفزيونية الفرنسية طفلا مسلما من المشاركة في برنامج عائلي ترفيهي بعدما حدد معه معدوا البرنامج موعداً مسبقا، فكاد الطفل أن يطير من شدة الفرح وأخبر جميع أصدقائه والعائلات المسلمة المجاورة. وللتذكير فقد أصيب الطفل الصغير بصدمة نفسية عنيفة جداً جراء هذا المنع التعسفي من قبل القناة..
أما سبب المنع فهو أن الطفل يحمل اسم “إسلام” وهو إسم يحمل دلالات دينية ويحيل مباشرة على الفكر الإرهابي… بحسب القيمين على القناة.
يحدث هذا في بلد الديموقراطيات وحقوق الإنسان والطفل والمرأة وحتى الحيوان..
يحدث هذا في بلد قد يُجرجِر الطفل فيه أباه وأمه والناس أجمعين إذا رفع أحدهم صوته عليه أو تجرأ على منعه من اصطحاب صديق أو صديقة إلى البيت في وقت متأخر من الليل… وللأسف الشديد يحاول بعض المأفونين عندنا أن ينقلوا مثل هذه الطرهات لمجتمعاتنا بعدما أدخلوها إلى مدارسنا ومنظومتنا التربوية فكانت النتيجة عاهات تعليمية وتربوية لا يعلم عدها إلا الله، حتى بات المدرس يخشى كل يوم أن يُجرجَر أمام المحاكم وقد جُرجر الكثير فعلا لأنهم “تجرؤوا” على رفع أصواتهم قبل أيديهم لتأديب تلميذ وتلميذة داخل الفصل في لباس وهيأة غير محترمة يذكرك بالهنود الحمر أو قبائل الزولو، أو تلميذ مشاغب ومشاكس يعرقل السير العادي داخل الفصل أو لم يقم بواجباته المدرسية.. فأطلق العنان لهؤلاء المشاكسين و”الصيّع” للاعتداء على مدرسيهم والاستخفاف والعبث بالمدرسة وكل ما تحمله وتمثله من قيم وأخلاق… فصارت الأخلاق غير الأخلاق وتبدلت الأحوال ووقعت اختلالات فضيعة في سلم القيم في مجتمعاتنا… وانعكس كل ذلك سلبا على العلاقات الاجتماعية بين الناس، وأصبح الاحترام والتقدير في حق المدرسين والآباء من قصص التاريخ القديم.
ومن يدري فقد نصل نحن أيضا إلى ما وصل إليه الغرب في خوفه الزائد من بعض الأسماء التي تحمل معاني دينية معينة… وقد نستعيض عنها ببعض ما يرضاه الآخرون لنا من أسماء وقد بدأنا نسمع بعضا من هذه الأسماء الغربية فعلا بين صفوف شبابنا المستهثر وقد قرأنا العديد منها مؤخراً على صفحات الجرائد على خلفية الاحتفالات التي قام بها بعض هؤلاء علاوة على تحريف بعض الأسماء كتحريف أعظم اسم لأعظم نبي عرفه التاريخ بحيث أصبح اسم محمد عند بعضهم (سي مو) وكذلك عند أصحاب العاهات الذهنية من شبابنا في شوارع الدار البيضاء فيما سُمي مهرجان البولفار. والغريب أن بعض الآباء والأمهات ينادون أبنائهم بهذا الاسم من باب التدلع.
نعجب مما نسمع
ونرى أخلاق شبابنا تعود القهرى
لم نعجب مما نسمع ونرى
فأخلاقنا كل يوم
في تردّي كما نرى
نقلد أحفاد
كسرى وقيصرا
ونضرب صفحا
عن أخلاق الصحب
ونهج خير الورى..