وأما الخصال الستة التي تأتي بعد الدخول في الصلاة فهي:
الخصلة الأولى: التكبير لقوله : >تحريمها التكبير وتحليلها التسليم<. وتمام التكبير في ثلاثة أشياء :
> أولها أن تكبر تكبيراً صحيحاً حازما
> الثاني أن ترفع يديك حذاء أذنيك
> الثالث أن يكون قلبك حاضراً فتكبر مع التعظيم.
الخصلة الثانية: القيام لقوله عز وجل {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} يعني صلوا لله قائمين. وتمام القيام ففيه ثلاثة أشياء:
> أولها أن تجعل بصرك في موضع سجودك
> الثاني أن تجعل قلبك إلى الله
> الثالث ألا تلتفت يميناً ولا شمالاً.
الخصلة الثالثة: القراءة لقوله تعالى:{فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ القُرْآنِ}. وتمام القراءة وفيها ثلاثة أشياء:
> أولها أن تقرأ فاتحة الكتاب قراءة صحيحة بالترتيل بغير لحن
> الثاني أن تقرأ بالتفكر وتتعاهد معانيها
> الثالث أن تعمل بما تقرأ.
الخصلة الرابعة: الركوع لقوله عز وجل:{وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}. وأما تمام الركوع، ففيه ثلاثة أشياء:
> أولها أن تبسط ظهرك ولا تنكسه ولا ترفعه
> الثاني أن تضع يديك على ركبتيك وتفرّج بين أصابعك
> الثالث أن تطمئن راكعاً وتسبح التسبيحات مع التعظيم والوقار.
الخصلة الخامسة: السجود لقوله عز وجل:ّ{وَاسْجُدُوا}.. وتمام السجود ففيه ثلاثة أشياء:
> أوّلها أن تضع يديك بحذاء أذنيك
> الثاني أن لا تبسط ذراعيك
> الثالث أن تطمئن فيها وتسبح مع التعظيم.
والخصلة السادسة: القعدة لقوله : >إذا رفع الرجل رأسه من آخر السجدة وقعد قدر التشهد فقد تمت صلاته<. وتمام الجلوس وفيه ثلاثة أشياء:
> أولها أن تقعد على رجلك اليسرى وتنصب اليمنى نصباً
> الثاني أن تتشهد بالتعظيم وتدعو لنفسك وللمؤمنين
>الثالث أن تسلم على التمام. وتمام السلام أن تكون مع النية الصادقة من قلبك أن سلامك على من كان على يمينك من الحفظة والرجال والنساء وكذلك عن يسارك، ولا يتجاوز بصرك عن منكبيك..
فإذا وجدت هذه الإثنا عشر يحتاج إلى الختم وهو الإخلاص لتتم هذه الأشياء لأن اللَّه تعالى يقول: {فَادْعُوا اللَّه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}. وتمام الإخلاص فيه ثلاثة أشياء:
- أوّلها أن تطلب بصلاتك رضا اللَّه تعالى ولا تطلب رضا الناس.
- الثاني أن ترى التوفيق من اللَّه تعالى.
- الثالث أن تحفظها حتى تذهب بها مع نفسك يوم القيامة، لأن اللَّه تعالى قال: {مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ} ولم يقل من عمل الحسنة..
وينبغي للمصلي أن يعلم ماذا يفعل ويعرف قدره ليحمد اللَّه تعالى على ما وفقه إليه فإن الصلاة قد جمعت فيها أنواع الخير من الأفعال والأذكار، فإذا قام العبد إلى الصلاة وقال:اللَّه أكبر ومعناه اللَّه أعظم وأجلّ: يقول اللَّه تعالى قد علم عبدي أني أكبر من كل شيء وقد أقبل عليّ، فإذا كبر ورفع اليدين إلى أذنيه، ومعنى رفع اليدين هو التبرئة من كل معبود سوى اللَّه تعالى، ثم يقول (سبحانك اللهم وبحمدك) وتعلم في قلبك معنى هذا القول (سبحانك اللهم) يعني تنزيهاً لله عن كل سوء ونقص (وبحمدك) يعني أن لك الحمد (وتبارك اسمك) يعني جعلت البركة اسمك أي فما ذكر عليه اسمك، ثم تقول (وتعالى جدّك) يعني ارتفع قدرك وعظمتك (ولا إله غيرك) يعني لا خالق ولا رازق ولا معبود غيرك لم يكن فيما مضى ولا يكون فيما بقى، ثم تقول (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) يعني أسألك أن تعيذني وتمنعني من فتنة الشيطان الملعون الرجيم (بسم اللَّه الرحمن الرحيم) فمعنى قوله بسم الله: يعني: الأوّل فلا شيء قبله ولا شيء بعده، الرحمن: العاطف على جميع خلقه بالرزق، الرحيم: البارّ بالمؤمنين خاصة يوم القيامة، ثم تقرأ فاتحة الكتاب إلى آخرها: يعني الحمد لله الذي لم يجعلني من المغضوب عليهم وهم اليهود، ولا الضالين وهم النصارى، ولكنه جعلني على طريق أنبيائه، وإذا ركعت فتفكر في نفسك، فكأنك تقول يا رب إني خضعت بين يديك، وجئت بهذه النفس العاصية إليك، وانقادت نفسي لعظمتك، لعلك تعفو عني وترحمني، ثم تقول (سبحان ربي العظيم) معناه تضرعاً إلى رب عظيم ومولى كريم، ثم ترفع رأسك من الركوع وتقول (سمع اللَّه لمن حمده) معناه غفر اللَّه لمن وحده وأطاعه، ثم تقول (ربنا لك الحمد) معناه لك الحمد إذ وفقتنا لهذا، ثم تسجد ومعنى السجود الميل بالذل والاستسلام والتواضع ومعناه يا رب إنك صوّرت وجهي على أحسن الصور، وجعلت فيه البصر والسمع واللسان فهذه الأشياء أحب إليّ وأنفع فقد جئت بهذه الأشياء ووضعتها بين يديك لعلك ترحمني، ثم تقول (سبحان ربي الأعلى) معناه تنزه ربي الأعلى الذي لا شيء فوقه، وإذا جلست للتشهد وقرأت (التحيات لله) يعني الملك لله والحمد والثناء.
وروى عن الحسن البصري رحمه اللَّه تعالى أنه قال: كان في الجاهلية أصنام فكانوا يقولون لأصنامهم لك الحياة الباقية، فأمر أهل الصلاة أن يجعلوا التحيات يعني البقاء والملك الدائم لله تعالى، ثم تقول (والصلوات) يعني الصلوات الخمس لله عز وجلّ لا ينبغي أن تصلي إلا له، (والطيبات) يعني شهادة أن لا إله إلا اللَّه هي لله تعالى يعني الوحدانية لله تعالى، ثم تقول (السلام عليك أيها النبي) يعني يا محمد عليك السلام كما بلغت رسالة ربك ونصحت لأمتك (ورحمة الله) يعني رضوان اللَّه لك، (وبركاته) يعني عليك البركة وعلى أهل بيتك، (السلام علينا وعلى عباد اللَّه الصالحين) يعني مغفرة اللَّه تعالى لنا وعلينا وعلى جميع من مضى من النبيين والصديقين ومن سلك طريقهم إلى يوم القيامة، (أشهد أن لا إله إلا الله) يعني لا معبود في السماء والأرض غيره، (وأشهد أن محمدا عبده ورسوله) خاتم أنبيائه وصفيه وخيرته من جميع خلقه، ثم تصلي على النبي ثم تدعو لنفسك وللمؤمنين وللمؤمنات ثم تسلم عن يمينك وشمالك، ومعنى التسليم عن اليمين وعن اليسار يعني أنتم معاشر إخواني من المؤمنين سالمون آمنون من شري وخيانتي إذا خرجت من المسجد.