وجدتني، وأنا فتاة يافعة، أعيش مضطرة مع أحد محارمي وزوجه اللذين لم ينجبا أبناء.. كانا يكبران أبوي كثيرا… سعدا بي، فبذلت قصارى جهدي لأكون ابنة بارة بهما…!
لكن كل الموازين انقلبت بداخلي، لأعيش في دوامة حيرة ورعب… وكانت صدمتي في قريبي مروعة… فقد باغتني -وهو من محارمي- مراراً أثناء نومي محاولا اغتصابي…
أصبت بالأرق والقلق… كدت أجن، كنت أناقشه في ذلك، فكان يجيبني بهدوء أني أعاني كوابيس مزعجة، وعلي تناول منوم… وأحيانا، كان يغضب متهما إياي بالتحرش به، وينعتني بأحط الأوصاف!
وذات ليلة، دافعت عن نفسي بشراسة، كانت أظافري التي أطلتها وبردتها سلاحي، شوهت وجهه، ولم يعد يستطيع الخروج… حينها، بدا لي نذلا حقيرا ضعيفا، وبدوت قوية واثقة من نفسي!
غير استراتيجيته تجاهي ليبالغ في الترغيب، حتى أنه حاول إغوائي بالتدخين، لأصير مدمنة يبتزني كيف شاء… وحين لم يفلح، بالغ في الترهيب، كان يقسم أنه سيغتصبني، وألا أحد يصدق ذلك، لأني محرمة عليه، وسيلقي بي في الشارع بعد أن يشوه سمعتي..!
لم أجد مفرا، ولا من أبوح له بهمي، سوى الله عز وجل، كنت أدعوه أن يحفظني… وكنت أفر إلى صلاتي وكتبي… كنت كتلك الحمامة أعلى الشجرة، وتحتها كان ثعلب يهددها إن لم تلق إليه كل يوم بأحد فراخها، سيقلع الشجرة.. لم ترضخ له، لأنه بكل بساطة لن يستطيع ذلك إلا بعد أن تكبر فراخها وتطير بعيدا!
طرت بعيدا بعد نجاحي في البكالوريا، وسموت عاليا بجناحين من عفة وطهر… وطار بعيداً بعد أن تحرش بجل نساء العائلة وافتضح أمره!
أحمد الله أن قواني وحفظني رغم صغر سني آنذاك… إني راضية عن نفسي تمام الرضا وواثقة منها… ونصيحتي لكل فتاة ولكل امرأة، ألا ترضخ لأي ثعلب، وأن تستجير بالله الذي لا يخيب من استجاره… إني أعرف مدى الألم النفسي الذي يلحقه التحرش الجنسي بالمرأة.. لكنك حمامة… عاليا… وهو… مجرد ثعلب حقير… في الطين الآسن!