هذا المصطلح يمثل للشعوب الضعيفة أقسى المصائب والعراقيل التي عانتها على أيدي الكبار ولا سيما الغرب بمجلس أمنهم الذي أنشأوه ليتحكموا به في رقاب تلك الشعوب المغلوبة على أمرها وليناصروا الظالم الذي يعمل لفائدتهم.
والشعب الفلسطيني لا ينسى المطارق الضخمة للفيتو التي هوت وما زالت تهوي على رأسه انتصارا للعصابة التي أنشأوا فيها دولة مُدللة محروسة ومحاطة بمجلس أمنهم وبالدول الكبرى سواء منها الغربية أو الشرقية التي أجمعت في مجلسهم ذاك على إنشاء تلك الدولة على أشلاء الشعب الفلسطيني الذي شردوه ليصبح مُعْظمُه يعيش في المخيمات وفي الشتات…
وهناك فيتو آخر لا يقل خطورة وفظاعة وفضيحة من ذاك وهو الذي يتصدى لكل محاولة تهدف إلى إصلاح ذات البين داخل وطن عربي أو إسلامي وما دمنا في فلسطين فلنضرب مثلا بها: إن هناك محاولات لتوحيد الصف الفلسطيني انطلاقا من المصالحة بين حماس الإسلامية وفتح اليسارية سابقا لكن هناك عرقلة في الطريق وهو الفيتو الأمريكي ثم الإسرائيلي… فلا يحق لأي دولة عربية أن تقوم بمبادرة إصلاح ذات البين الفلسطيني إلا بموافقة أمريكا.
وبالنسبة لبعض الدول العربية لابد من موافقة إسرائيل أيضا… وهذه الأيام أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية ذات الأصل الإفريقي اعتراضها على محاولات التقريب بين حماس وفتح التي حاولت القيام بها الجامعة العربية ومصر… وموقف أمريكا صريح وواضح وقوي اللهجة كأن الشعب الفلسطيني وغيره من الشعوب الضعيفة عبيد عندها… وما يقال عن هذا الشعب في محاولات لترميم صفه أو صفوفه ينطبق على علاقات بين الدول العربية والإسلامية… فقد كانت هناك محاولات للتفاهم والتصالح بين بعض الدول العربية ولا سيما المتجاورة منها فيأتي الفيتو من هناك وهنالك أو منهما معا لمنع أي تصالح أو تقارب فمن مصلحة الكبار أن تظل تلك الدول المتجاورة في خلاف وصراع، لذلك لا نستغرب أن تجد ” التأشيرة ” فيما بين الدول العربية ما تزال عرقلة تعيق التواصل بين الشعب الواحد المتحد دينا ولغة وتاريخا وعادات وأخلاقا وعوامل موحدة أخرى… إن الحدود لا تزداد فيما بين الدول الشقيقة إلا ارتفاعا والتواء كتلك الجدران التي تبنيها إسرائيل بينها وبين الفلسطينيين.
فلعنة الله على هذا الفيتو وعلى من يفرح به ويطرب له ويناصره سرا وعلانية، وفي نفس الوقت نتوجه إلى الله بهذا الدعاء:”اللهم إننا مغلوبون فانتصر”.