موضوع الندوة “التحديات المعاصرة التي تجابه اللغة العربية” موضوع بالغ الأهمية في عصر تتصارع فيه اللغات حتى أصبح بعضها يموت ويندثر كما تتحدث بذلك الأخبار العالمية.
ومن المؤسف أن الشنشنة التي كانت تستهدف لغة القرآن، وتوجه إليها بسهام من التهم الباطلة أخذت تعود من جديد بسبب من طغيان تيارات التغريب، ومن العولمة التي نقول عنها رغم ما فيها من إيجابيات قليلة: إنها الصورة الأخيرة للاستعمار الذي يتخذ قفازين من حرير، ولكنه يتعمد أن يخنق بيديه معالم الأصالة والذاتية والتميز في الأمم لتنصهر في بوثقة واحدة تسير في ركاب التبعية لثقافة متفردة ومستعلية.
وهكذا نجد من دعاوي بعض المستغربين والشاعرين بعقدة النقص أمام الأمم المتقدمة أن اللغة العربية لا تستطيع مجاراة التقدم العلمي والثقافي والحضاري، وأن اللغة الفصحى ينبغي أن تستسلم أمام العامية على اختلاف هذه العامية في لهجاتها في سائر البلاد العربية، وان اللغة العربية لا يمكن أن تكون لغة التعليم في الجامعات، وأن تعلم اللغة الفصحى أمر بالغ الصعوبة في نحوها وقواعدها الصرفية، وكل هذه الدعاوي ومثيلاتها تمثل التحديات المعاصرة التي تتعرض لها لغة القرآن، ولا شك أن ندوتكم سوف تتناول هذه الأمور بما يدحض الأباطيل ويحق الحق ولو كره المبطلون.