محمد لكحل – طالب باحث -
كثيرة هي الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تتحدث عن وظيفة الإنسان في الكون والتي تربطه بباقي الموجودات الأخرى. فضلا عن الوظيفة العظمى المنوطة بالانسان، وظيفة الاستخلاف في الأرض واعمارها إلا أن هذا الاستخلاف وذلك الاعمار يوازيهما بحث الانسان عن مصادر الرزقوسعيه في طلبها مهما كلفه الثمن. حتى يتمكن من الاستقرار ماديا ومعنويا. وهنا يحصل المشكل، فإذا سعى الإنسان وراء طلب الدنيا أو الآخرةأو الدنيا والآخرة معا فإنه يسرع إلى وسائل كيفما كان نوعها شرعيا أم غير شرعي. إلا أن الاسلام أحاط هذه الوسائل بضوابط وشروط حتى تكون الوسائل شرعية والغايات ترضي الله ورسوله فالأولى يجب استعمال أحسنها وأدومها وأقربها إلى الحق والنفع العام والثانية يجب أن تكون غايات تصل الدار الدنيا بالآخرة، بل وأن تتحول بدورها إلى وسائل لغايات كبرى من جديد، وفق منهج قوامه الوسطية والاعتدال دون تقتير أو تبذير افراط أو تفريط، لأن الأشياء المسخرة في هذا الكون والنعم المبثوثة فوق هذه الأرض والكنوز التي تحويها منزلة بقدر معلوم، وأي اسعتمال لها خارج الاطار الذي رسمه القرآن وحدد المصطفى الكريم عليه الصلاة والسلام في سيرته سيؤديإلى نذرة هذه النعم وانكماشها، فاعلم أيه الانسان أن ما يوجد على ظهْر هذه الأرض وما يوجد في بطنها وما يوجد بينها وبين السماء أنزل من أجلك ولخدمتك فلا تتدخل فيه بما يفسده وسخّره لغيرك كما سُخِّر لك ولا تتدخل فيه بما يعود عليك وعلى غيرك بالضرر لأن الحاق الضرر بالآخر يعد فساداً في الأرض والله لا يحب الفساد يقول عز وجل : {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وأحسنوا إن الله يحب المحسنين} فالافساد في الأرض خاصة في جانب النعم يتخذ شكل : إما تقتير أو تبذير وكلاهما يعد تدميرا وبين التقتير والتبذير يوجد مبدأ التسخير فافعل…