شعر ذة. أمينة المريني
أوْدعتُ قلبيَ طاهرَ الأفياءِ
وأناخَ ركبِيَ في الحِمَى مُتوضئاً
إنْ يمنعِ الأعداءُ عنيَ مِسْكَهُ
وليَ الهوى الصِّدِّيقُ يُرْقِلُ بالحشا
للمسجد الأقصى المقدس موْطِناً
القانتِينَ الطائعينَ متَى دُعُوا
الحامِلِين من السلام رسالةً
يا مِشعلاً ضَاءَ الزمانَ شُعاعُهُ
هذَا البُراقُ بفيئهَا مُتأدِّبٌ
أنتَ الذِي شهِدَ العُرُوجَ كرامةً
كَبِدِي عليكَ مُقدَّسا مُتبتلا
العابِدُون تَسَوَّرُوك إنابةً
والروحُ في المحراب يُزْهِرُ طَيِّعاً
لهْفى عليكَ على الإسارِ مُكَابِراً
مازِلْتَ تنْثُرُها شَذِيّاً ذِكْرُها
مازِلْتَ زلزالَ الطُّغَاةِ تُقِضُّهُمْ
أنتَ الأسيرُ وفي رِحابِكَ حُرّةً
أنتَ الجريحُ وفي ضَمَادِكَ أسْوَةٌ
في كُلِّ فجرٍ تعتلي متألِّقاً
من حولك الزيتوتُ يجْرُفُ نورُه
يهْمِي به إفْكُ اليهودِ و(عِجلُهُم)
والحِقْدُ يمْرحُ في المدائن هازِئاً
والسلمُ يا للسِّلْمِ يغتالُ السّنَا
ويَكِيلُ كيلاً مُخْسرا لعروبتي
üü
لا شيءَ يرْقَأُ من جراحِكِ أمّتِي
يأتونَ مِن (حِطّين) فوق لوَائِهِمْ
وطلائِعُ الفتحِ المُبِين تَؤُمُّهَا
ومِن القلوبِ الزُّهْرِ تسمقُ نخلةٌ
لنَذُودَ سفاحَ الشعوب عن الحمى
ويَظَلَّ أولَى القبلتين مُطَهَّراً
üüüüüüüüüüüüüüüüü
üüüüüüüüüüüüüü
لما حدوْتُ جوانحي ورجَائي
بنوافِحِ الأنوار والأشذاء
فلِيّ الخيالُ مَطيّةُ الشعراء
متسامِياً للحضرة الزهراء
بالأنْبِياء وعتِرة الكُرَمَاء
السالكين على الهُدَى الوَضّاءِ
أرْبَتْ على العلياء والجوزاء
يكْفِيكَ فخْراً دُرّةُ الإسراءِ
خَفَضَ الجناحً لسيدِ الغبراءِ
موصولةً بالسدرةِ الغَرَّاءِ
ومُخَضّباً بمواكب الشهداء
لم يعْبَؤُوا بجحافِلِ الأعداء
والقلبُ ينزِف مِنْ قِلَى الرمضاء
مُتَأرِّجاً بأعاظم الأسماءِ
لتَفِيضَ في الأكوانِ بَحْرَ سَناءِ
وترُوعُ مِنْهُم داِمسَ الحوباءِ
تلك النفوسُ تطيرُ في العلياءِ
للدينِ يُحْمَى رُكنُه بدماء
بالصبرِ تنْضُو رُبْدة الظلماء
زَبداً جُفَاءً ناضِحاً بغُثاء
وبكاءُ حائِطِهِم مع الأصداء
بالقتل والتدمير والأشلاءِ
ويصولُ صوْلَ الذئبِ بين الشَّاءِ!
مُسْتوْفِياً لشراذم الدخلاء
üü
غيرُ الجهادِ وصحوةِ الغرباءِ
فيضٌ من (الأنفالِ) والآلاء
بُشرى السلام ورحمةُ الرحماء
نبويَةٌ عُلْوِيّةُ الأنداءِ
ونَصُدَّ عنّا هجمةَ السفهاء
بنسائم الأملاكِ والبُشَرَاءِ