يَا سيد المظالم، اِسمع كلمتي أو بالأحرى مظلمتي، فأنا واحد من أبناء هذا الشعب الصبور الذي يسكن أجمل بلد في العالم، والذي يريد أبناؤه أن يجدوا لهم مكانا آمنا تحت شمسه.. أمضيت زهرة حياتي في التحصيل العلمي والبحث الجاد طمعا أن أساهم في ازدهار بلدي والرفع من مكانته بين الأمم، وبعد أن حصلت على أكبر الدرجات العلمية وجدت كل الأبواب مقفولة في وجهي، بحجة أن الدولة عاجزة عن توظيف هذه الطوابير من خريجي الجامعات والمدارس العليا، غير أن واقع الحال يبين مدى اهتمام الدولة بالمهرجانات الباذخة التي يصرف عليها من قوتنا ومن ضرائبنا التي نؤديها لخزينة الدولة.. يا سيد المظالم أرهق الغلاء كاهلنا وحطم قدرتنا الشرائية.. الأجور محدودة.. والسلع المرتفع ثمنها حطمت كل إمكانياتنا في العيش الكريم.. فقدنا أمننا الغذائي… فقدنا أمننا الروحي… فقدنا أمننا في مستقبل باسم لكل طفل يقذفه رحم هذا الوطن، ومع كل هذا مازال الذين يسيرون شؤوننا يبشروننا بالمجمع الديمقراطي الحداثي… يا سيد المظالم :
بلادنا مفتوحة للريح
تجري القهقرى
إدَامُها يلهو به كسرى
وآل قيصرا
بلادنا نباع فيها
ونشترى
الخبز أمسى طُرْفَةً
والأمن ما توفرا(1).
فهل تعتبرني سيدي خائنا لوطني حين أفرغ قلبي عليك من كثرة الهم؟! أو ولدا عاقا مشاغبا مثيرا للقلاقل، يهدد استقرار وأمن البلد؟!… أنا لا أنتظر منك ردا، كل ما أردته أن أُسْمِعك كلماتي وأهديك تحياتي… وأعانك الله على مسؤولياتك الجسام.
————–
(1) ديوان “أول الغيث” د. محمد علي الرباوي.