(…في الأرْضِ مخلوقان
إِنْسٌ وأمريكان…)
-أحمد مطر-
كلما حلت بنا هذه السنة الكبيسة، إلا وكبسنا على أنفاسنا، وابتلعنا قلوبنا إن كانت بقيت لنا قلوب، وسَمرت أعيننا على شاشاتنا لتتبع ملحمة الانتخابات الأمريكية، نتعصب لهذا أو ذاك، ونمني النفس العربية المهزومة بوصول صديق للعرب إلى البيت الأبيض… لقد كتب علينا أن نحمل هموم الآخرين بدل حمل همومنا، وأن نحترق من أجلهم من غير أن يحسوا حتى بوجودنا.. إنه الاستيلاب الأعمى الذي لا يخضع حتى لغريزة السوائم… بالأمس راهنا على كلينتون، وقلنا أنه الديمقراطي المبجل الذي سيرغم إسرائيل على القبول بدولة فلسطينية، فجَرَّنا إلى أوسلو وجَعلنا نتصافح مع سفاحي العصر تحت عدسات المصورين وكاميرات العالم، وفي الأخير مضى وبقيت إسرائيل جاثمة على قلوبنا كالربو حينما يجثم على صدر مسلول.. واليوم نراهن على “أوباما” هذا الفارس الأسمر ليمرغ أنف الصهاينة في الوحل وينتزع حقنا المغتصب لأزيد من نصف قرن…. احْلُموا يا عرب… احلموا.. بالنصر القادم على صهوة جواد “أوباما”… فوالله ما حك جلودنا المغبرة إلا أظافرنا التي قلَّمتها الأنظمة… عودوا إلى بيوتكم واطفئوا شاشاتكم، واخلدوا لنوم عميق، لكن أستحلفكم بالله أن لا تحلموا بفارس مُخَلِّصٍ من وراء البحار.. اُحلموا بعودة الروح لهذه الأمة المجيدة… اُحلموا بفارس تقذف به أرحام نسائكم، فارس يرضع من ثدي عقيدتنا، ويحلم هموم أمتنا وهموم الإنسانية جمعاء.