أبو وائل -تاونات
اما أن أطلق الحكم صوت الصفارة معلنا نهاية المقابلة التي جعلت حدا لمشاركة الفريق الوطني في غانا حتى ارتفعت الأصوات في الشارع والصحافة منددة بالهزيمة والإقصاء، وسمعنا وقرأنا عناوين عريضة من قبيل النكسة والهزيمة والكارثة ولم يمر برنامج في الإذاعة والتلفزة دون الإشارة إلى ما أصاب الوطن جراء الإقصاء، ولم يخل اجتماع في المقهى أو في العمل إلا وأسهب في البحث عن الأسباب التي كانت وراء الإقصاء. وخلص الجميع إلى ضرورة المحاسبة والبحث عن المسؤولين وإبعادهم عن كراسي المسؤولية وبالفعل جاءت المحاسبة سريعة مطبوعة بطابع المحلية ومحترمة للخصوصية المغربية فاجتثت الشجرة التي تخفي وراءها الغابة أما الغابة فقد بقيت بذئابها وثعالبها وضواريها وبما أن الغابة لا يمكن أن تبقى بدون شجرة تخفيها فقد بدأ البحث والتنقيب عن مدرب جديد يمحي ما لحق الكرة من عار أما صاحب العلكة فقد طار آخذا معه دريهمات المغاربة الذين لا يجدون ما يساعدهم على إطفاء لهيب الأسعار التي أحرقت جيوبهم ودمهم وبذلك طوى المغاربة ملف “الكورة”، وجاءت من وراء البحار أخبار السبورة والطبشورة ووضعنا تقرير صندوق النقد الدولي مشكورا في مرتبة متأخرة في مجال التعليم من بين الدول العربية وهكذا أصبح المغرب -كما علق أحد الظرفاء- التلميذ الكسول في الدول العربية، وقد نسي صاحبنا الظريف أن الدول العربية كلها جماعة من التلاميذ الكسالى، وبذلك حق لنا أن ننعت المغرب بأكسل تلميذ بين الكسالى. وبما أن السبورة لا تشبه الكورة في شيء لا في شكلها ولا في حجمها ولا حتى في “أهدافها”، فقد سكت الجميع عن الكلام المباح. فلا حديث عن المسؤولية ولا عن المسؤولين، فلم تقطع شجرة ولم تعرف غابة ولم نعرف حتى من كان يمضع العلكة عندما كان تلميذنا الكسول يحصد النقاط المتدنية في المراقبة المستمرة، فإذا اتضحت في ذهنك الصورة، فلا تتعب نفسك بالبحث عن الفرق بين الكورة والسبورة.