محمد هرشلي
إن من أحسن الأعمال التي يسعى إليها المسلم ليلا ونهارا الذهاب مع الأخيار الذين ينهون عن المنكر ويامرون بالمعروف ليستفيد منهم ويزيد قلبه إيمانا وإحسانا فقد كان النبي يشتاق لزيارة الأطهار من الملائكة فقد قال النبي لجبريل :>ما منعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا، فلهذا نزلت الآية الكريمة {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا ما خلفنا وما بين ذلك}<(رواه البخاري).
إن مصاحبة الأطهار والأخيار لها تأثير كبير في كثرة إيمانك وإستقامتك، فلذلك قال النبي : >ا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي<(رواه الترمذي). والجلساء ينقسمون إلى قسمين : جلساء الصلاح وجلساء السوء، فأما جلساء الصلاح فهم فأل النجاح والفلاح، وأما جلساء السوء فجلوسك معهم يزيد قلبك ضيقا وغمة، وينتهي أمرك بالبلاء والندامة، قال رسول الله : >مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، وأما نافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنة<(متفق عليه).
أخي المسلم إنها من مزايا أخلاقياتنا التي ربانا عليها خير الأنبياء والمرسلين حين قال : >ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا<(رواه الترمذي).
ولا تنس أخي المسلم أنك ستكون يوم القيامة مع رفقائك وجلسائك في هذه الدنيا، فقد جاء رجل إلى النبي فقال : >يا رسول الله متى الساعة؟ فقال له ماذا أعددت لها، فقال الرجل : ما أعددت لها كثير صيام ولا صلاة إلا أنني أحب الله ورسوله، فقال له : المرء مع من أحب<(رواه البخاري ومسلم).