لقد وفقني الله تبارك وتعالى أن زرت المملكة الأردنية رفقة ابنتي أسماء حفظها الله للمشاركة في المسابقة الثانية لتجويد القرآن وتفسير جزئين منه، الخاصة بالإناث..
وقد شد انتباهي وإعجابي في هذه المسابقة المباركة التنظيم المحكم، والضبط والالتزام بالقواعد الشرعية، بحيث قسمت المسابقة إلى ثلاث فئات:
- فئة عشرة أجزاء وتبارت فيها الفتيات في اليوم الأول.
- فئة الثلاثين جزءا وتبارين في اليوم الثاني.
- فئة عشرين جزءا وتبارين في اليوم الثالث.
في جو رباني بالقاعة الملكية الكبرى المغطاة، لا يشاركهن فيها غيرهن من الذكور كيفما كان نوعهم، فاللجنة المنظمة من الإناث، ولجنة التحكيم من الإناث، حتى آباء المتسابقات منعوا من دخول القاعة، وأعطيت الفرصة للمتسابقات ليفصحن عن قدراتهن، ويرسلن ما في جعبتهن أمام أخواتهن من الإناث.
وفي اليوم الرابع توجت المسابقة بحفل ختامي على شرف الملكة “رانا” في نفس القاعة.
وكل المدعويين للحفل من الإناث من أزواج وبنات رجالات الدولة وأعيان البلاد، وامتلأت القاعة عن آخرها، ولكن ما شد انتباهي أن كل الحاضرات يلبسن لباس الحشمة والوقار ساترات لأجسادهن، لا رؤوس عارية ولا نحور بادية ولا سيقان مكشوفة.
ومر الحفل في جو بهيج ، ووزعت الملكة الجوائز على المتفوقات..
وإكراما لأهل القرآن نظم المشرفون على المسابقات خرجات ترفيهية للمتسابقات وذويهن لأماكن أثرية منها : مدينة البتراء والتي تبعد ب 260 كلم عن العاصمة عمان وتعد من عجائب الدنيا السبع . وغار أهل الكهف. والقلعة وغيرها…
والرحلة كلها حفاوة وإكرام، جزى الله الأردنيين على هذه المبادرة خير الجزاء.
ونشكر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ببلادنا على إتاحة مثل هذه الفرص للفتيات الحافظات للقرآن الكريم.
راجين من الله أن يوفق المسؤولين في بلدنا المغرب الحبيب أن يحذوا حذو هذه الدولة الشقيقة ويخصص للإناث مسابقتهن وللذكور مسابقتهم، سواء في المباريات الوطنية أو الدولية لأن الفرق بين الذكور والإناث فرق شاسع سواء في الصوت أو في الأداء.
والغريب في الأمر أن جميع المباريات والمسابقات الرياضية أو الفنية -أو سمها ما شئت- تراعى الخصوصيات -الذكور مع الذكور والإناث مع الإناث- ولما نأتي إلى المسابقة القرآنية لا تراعى هذه الخصوصيات سواء نظمت هذه المسابقة من الجهة الرسمية التي هي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أو على صعيد الجمعيات أو الأفراد. فالكل يعلن المسابقة في التجويد للقرآن (ذكورا وإناثا) ويحدد السن وبعض الشروط ويغيب عنهم أن يفرقوا بين الذكور والإناث.
اللهم وفقنا ووفق القائمين على مثل هذه المسابقات القرآنية أن يراعوا ويفرقوا بين الذكور والإناث، وأن يتأدبوا مع كلام الله بعدم الاختلاط… (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله)
وفي الختام نقصد من هذا النقل لما شاهدناه في هذه المشاركة المباركة للمملكة الأردنية إطلاع القارئ على أن الشعوب الإسلامية ما زالت ولله الحمد بخير ولا زالت تحافظ على شخصيتها وهويتها الإسلامية بشموخ رغم الضعف الذي أصابها.
> علي العطواني