من أغرب ما قرأتُ أن المندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة تقدم بطلب لمجلس الأمن لاستصدار قرار باعتبار حركة حماس مليشيات خارج القانون أي مليشيات إرهابية لولا أن تصدت له المجموعة العربية التي هالها أن ترى إلى أي درك وصلت أحقاد الفلسطينيين على أشقائهم الفلسطينيين…
إن حركة حماس وكتائب الأقصى والجهاد الإسلامي هم الذين بقوا في الميدان وحماس أكثرهم نشاطا وأشدهم وجعا على الصهاينة فالضربات الحماسية ضربات ضخمة وذات تخطيط محكم.
لقد سألت يوما أمير المجاهدين محمد بن عبد الكريم الخطابي عن أسباب انهزام حركة جهادهم فأجابني:
” هناك أسباب أولها:
1- الخيانة الداخلية.
2- استعمال العدو الغازات السامة.
3- عدم احتلالنا لوجدة ومليلية.
4- تعاون العالم النصراني علينا.
ولكن هذه العوامل كلها ما كانت لتهزمنا لولا الخيانة الداخلية فهي التي هزمتنا وكان لها الأثر الأقوى..”
والأمر كذلك في فلسطين، وما زال المناضلون اليساريون بالأمس، أصحاب المصالح والشركات اليوم، يجرون وراء الاتفاق على تنفيذ خريطة الطريق للقضاء على المقاومة العظيمة، وأهم شرط تشترطه العصابة الإسرائيلية التعاون على القضاء على حماس وغيرها من المقاومة والأمر ليس سرًّا بل إنهم يجهرون بذلك …
والعجب أن الجهات التي كانت دائما بالمرصاد لكل من كان يطالب بالتفاهم السلمي مع ” إسرائيل ” وتصم اقتراحه بالخيانة والعمالة يصمتون أمام خيانة هؤلاء الذين يتعاونون مع الصهاينة لتجويع وتركيع حماس التي تؤْثر الموتَ على حياة الذل والهوان …
إن حماس وأمثالها هي الضمانة على بقاء فلسطين حية عزيزة وهي اللغة الوحيدة التي تفهمها العصابة الإسرائيلية لكن هناك من يرى أن مصالحه المادية هي في القضاء على حماس وأمثالها ومِن ثم على فلسطين، ولا ندري أيعلم أو لا يعلم أن نهايته هو ستكون محققة إذا ما قضى على حماس.
فاللهم حرر فلسطين من المتآمرين عليها في الداخل والخارج ومن القيادات التي تركن إلى السِّلم، والعدو شاهرا سلاحه على الشعب الفلسطيني يُقَتِّل ويدمر ويخرب دون حياء أو خوف أو اعتبار للرأي العالمي الذي عودنا أن يغض الطرف عن هؤلاء المجرمين الذين لا يخشون أحدا ولا يستحيون من أحد. إن المؤامرات كبيرة وفظيعة وتحتاج إلى قيادات في المستوى.
أ.د. عبد السلام الهراس