>التَّمْرُ حَمْل النّخل، اسم جنس، واحدته تَمْرة، وجمعها تَمَرات، بالتحريك، والتُّمْرانُ والتُّمُورُ بالضم : جمع التَّمْرِ.
ورجلٌ تامر : ذو تمْر. والتّمّار : الذي يبيع التمْر. و التمْريُّ : الذي يحبُّه. والمتْمِر : الكثير التّمر. وأتْمَر الرجل : إذا كثر عندَهُ التمْر.
وأمّا الثَّمَر فحَمْلُ الشَّجَر. يقالُ أثْمر الشَّجَرُ إذا طلع ثمَرُه قبل أن ينضَجَ، فهُو مُثْمِر. وقد ثَمَر الثَّمَرُ يثْمُرُ فهو ثامِرٌ : إذا أدرك ثمَرُه ونضِج.
وأطلق مجازاً على أنْواع المال والولد، فيُقَالُ ثمرة القلب أو ثمرة الفؤاد للولد، لأن الثمرة ما ينتجه الشجر، والولد ينتجه الأب<.
هذا بعض ما وجدته في معجم “لسان العرب” لابن منظور، عدت إليه لأدقق بعض معلوماتي وليطْمَئن قلبي في موضوع الفرق الصوتي والدّلالي بين لفظة “تَمْرة” ولفظة “ثَمرة”، وحتى إن كان صاحب المعجم قد ذَكَر أن >الثمر : هو الرُّطَبُ في رَأْسِ النخلة، فإذا كَبر فهُو التّمرُ< فإن الفرق واضِح بين التّمْر وبين الثّمْر، صوتاً ودلالةً.
لذلك لا مجال للخلط بين اللفظتين في الاستعمال، خاصة إذا تعلق الأمر بالحديث النبوي الشهير : >اتقوا النّار ولو بشق تَمْرة< الوارد في الصحيحين، حيث لا يمكن استبدال لفظة >ثَمَرةٍ< بلفظة >تَمْرة< الواردة في الحديث، لأسباب منها الرواية، مما هو معروف عند علماء الحديث، ومنها المقام والسياق والمعنى، حيث إن شِق “الثّمَرَة” لا يمكن أن يقوم مقام شِق “التّمْرة” باعتبار أن التَّمْر كان غالبَ قُوت أهل المدينة وأهل الجزيرة بصفة عامة، ومنها الإعجاز، لما يحمله التمْر من قيمة غذائية لا تحملها باقي الثّمار الأخرى، فضلا عن أن التَّمْر هي الفاكهة الوحيدة التي لا تتلوث. إلى غير ذلك مما يمكن أن يستخرج من الحديث.
خطر ببالي أن أكتب في هذا الموضوع لما سمعت واعظا يذكر الحديث النبوي السابق جاعلاً >الثَّمَرة< مكان >التَّمْرة< ردّدَها مراراً وتكراراً، حتى شككت في معلوماتي فعدت إلى المعجم ومصادر الحديث، فوجدت الأمر على خلاف ما ذكر.
وهذا يعني أن الضعف اللغوي بدأ يستشري حتى على ألسنة الوعاظ الذين يُفترض أن يكونوا متقنين للغة، لأن “لا إسلام لمن لا عربية له” كما قال بعضهم. وإذا كانت هذه الأخطاء قد استفحلت في مجالات أخرى مازالت تستعمل شيئا من العربية كالإعلام والتعليم فإنه لا يمكن أن يكون الأمر كذلك في مجال الدين، وخاصة الوعظ والخطابة.
طبعا لا أقصد أن يحَدِّث الخطباءُ والوعاظُ الناس بلغة سيبويه أو بلاغة قُس بن ساعدة، فهذا مما لا يقتضيه مراعاة مقتضى الحال في هذا الزمان، إذ أن من الناس الذين يدعون إلى استعمال العامية في هذا المجال من حين إلى آخر، حتى يفهم غير المتعلم. لكني أقصد أن يكون كلام هؤلاء الناس، حينما يتحدثون بالعربية الفصحى، أو يستشهدون بكلام الله تعالى أو حديث رسوله ، أدعوهم إلى أن يكون كلامهم سليما من الأخطاء اللغوية صوتا وصرفا وتركيبا، لأن الخطبة أو الموعظة كما يحضرها الأمي وغير المتعلم، يحضرها المتعلم ممن ترتعد فرائصه حينما يسمع خطأً في اللغة. لذلك لابد من تعميق معارف الوعاظ والخطباء بالعربية تجنبا للوقوع في مثل هذه الأخطاء الفادحة.