أقبل في موسم الإقبال عسى الله أن يوفقك للاستمرار، فمدرسة الصلاة هي جبهة الرباط في خندق العبادة، قال رسول الله : >ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا : بلى يا رسول الله، قال : إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط<(رواه مسلم).
إن الله يعجب من العبد الذي يخفق قلبه عند الآذان، فيسرع إلى بيت الله لقضاء فريضة من فرائض الله، قال : >يعْجَبُ ربك من راع غنم في شظية للجبل يؤذن بالصلاة ويصلي، فيقول الله انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف مني، قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة<(رواه أبو داود بإسناد صحيح). إنك أخي المسلم لا تصلي وحدك إذا صليت منفرداً، ولكن يصلي معك ما لا يعد من عباد الله قال : >إذا كان الرجل بأرض قِيٍّ -وهي الأرض الخالية- فحانت الصلاة، فإذا أقام صلى معه ملكان، وإذا أذن وأقام الصلاة صلى خلفه من جنود الله ما لا يرى طرفاه<(رواه عبد الرزاق في المصنف بإسناد صحيح). إنها مدرسة الإقبال على ذي الجلال والإكرام، يتربى فيها المسلم على الإنكسار والخنوع لله قال : >إنما الصلاة تمسكن وتواضع وتضرع وتأوه وتنادم، وتضع يديك فتقول اللهم اللهم، فمن لم يفعل فهي خداج<(رواه الترمذي بإسناد لين).
وجاء بالإسناد الصحيح عند الحاكم أن رجلاً قال يا رسول الله أوصني قال : >صَلِّ صلاة مودع<، وهي صلاة الحب والشكر والإقبال، لا صلاة المراسم والقوالب والأشكال، قال سلمان الفارسي ] : >الصلاة مكيال فمن أوفى استوفى، ومن طفف قد علم ما قاله الله في المطففين<. إن صلاة التطفيف والتخفيف المخل لا تصنع خيراً، وتبقى للعبد من وائها خيراً، قال : >إن العبد ليصلي الصلاة لا يكتب له سدسها ولا عشرها ولكن يكتبللعبد من صلاته ما عقل منها<(رواه النسائي وأبو داود).
فعليك أخي المسلم بخير العمل ولا تعجز عن السعي مهما بعد الطريق فنبيك يخيرك فيقول : >أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم إليها ممشى<(متفق عليه).
فإذا صليت في مسجدك فلا تنس صلاتك في بيتك، قال : >إذا قضى أحدكم صلاته في مسجده فليجعل من صلاته في بيته، فإن الله جاعل من صلاته في بيته خيراً<(رواه مسلم).