الهجمة على الاسلام مستمرة، تارة باسم التقدم، وتارة باسم الحرية، وتارة باسم الإلحاد، وتارة باسم الانبطاح للأسياد، وتارة ليقول المهاجم : أنا هنا، فمن يسلمني جائزة”هو بل” لأنني، فعلت بالإسلام وأهله ما لم يفعله غيري.
ومن المعلوم أن الهجوم يكون بالأسلحة المتنوعة، فمرة بالقوانين الزاجرة المانعةالمرعبة المرهبة ومرة بالتصريحات النارية والخطب العصماء التي تكيل التهم جزافا عبر وسائل الاعلام المجندة لهدا الغرض، ومرة باسم الإبداع الأدبي شعرا ونثرا، ومرات أخرى بالقنابل العنقودية والاغتيالات للقيادات الإسلامية كما يُفعل بالفلسطينيين أو بكل ذلك مع التعذيب والذبح ليلا وإلقاء الجثث في الشارع، كما يُفعل بأهل السنة والجماعة في العراق.
من آخر التقليعات في مجال التصريحات ما قاله وزير الثقافة المصري من أن “حجاب المرأة يعود بالمرأة إلى الوراء”، ومعنى كلامه أن تبرج المرأة وعريها وجعلها تجارة جسدية تباع وتشترى سيجعل المجتمع متقدما يغزو الفضاء ويغوص في البحار، ويُشبع الفقير حتى يشكو من التخمة، ويَجْعَلُ للغني مركبات تطوف بأرجاء المجرات الفضائية، وهكذا.. ولو كان الأمر كذلك لكان العرب الجاهليون من أبرز المجتمعات تقدما، فلقد كانت المرأة عندهم أكثر تحررا بمفهوم التحرر الذي ينادى به حاليا الذين يريدون إخراج المرأة كاسية عارية، إذ كانت المرأة الجاهلية تظهر عارية في مكان التعبد، حيث كانت تطوف لا يسترها أي شيء، بذلك نطقت أشعارهن وهن يذكرن ما أبدينه من عورات.
أما القوانين فيبدو أن بعض الدول الأوربية التي كانت تعلمنا حقوق الإنسان، بدأت تفكر بسن قوانين تمنع ارتداء الحجاب في الطرقات العامة ووسائل النقل والإدارات ونحو ذلك.. هذا ما لَوَّح به بعض المسؤولين في الحكومة الهولندية الذين رأوا أن ما فعلته فرنسا في موضوع الحجاب غير كاف، وبذلك انتقلوا خطوات بعدما شجعهم ما يفعله مسؤولون من أبناء جلدتنا في هذا الموضوع بالذات.. ولم لا يفعلون ذلك؟!
فإما أن تخرج المرأة كاسية عارية إن أرادت أن تتعلم أو تعمل، أو حتى تتجول، وإما أن تقبع في بيتها جاهلة عاطلة لا ترى النور إن أرادت الالتزام بدينها.
أما الإبادات الجماعية، فإن إدانتها مقصورة على ما حصل لغير المسلمين فقط حتى وإن كان حدوثها مشكوكا فيه. أما إبادة المسلمين فهو ما لا يكاد يذكر. هل يمكن أن يتصور شخص، ولو من باب الخيال، أن يحصل أديب على جائزة نوبل مثلا لو أنه كتب رواية تصور مأساة المسلمين في الأندلس بعد أن أزيلت دولتهم عنها، قياسا على ما فعله الأديب التركي الذي حصل مؤخرا على نفس الجائزة، فقط لأنه تحدث عما قيل أنه مذبحة على يد الأتراك. وبالتأكيد فإن الخيال سيزداد بعدا واستحالة إذا أمعنا في القياس وتصورنا أن الأديب الذي سيصور مأساة المسلمين في الأندلس يكون إسبانيا، مع العلم أن الوثائق الاسبانية ذاتها تتحدث بشكل واضح وصريح عن هذه المأساة.
إنه تصور بالتأكيد لن يصل إلى درجة الواقع على الإطلاق.
وأما ما يحدث للمسلمين في العصر الحاضر فهو ما لا يحتاج إلى دليل، فالذي يحدث في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها، حيث تتم تجربة أحدث الأسلحة لا يحتاج إلى دليل. بل إن بعض ما يحدث خاصة في أرض العراق يصنع بأعين أصحاب العمائم السود وتحت إشرافهم وأوامرهم وبمشاركة أو ربما بتنسيق مع قوات الاحتلال، وإلا فما معنى قطع عشرات الرؤوس في ليلة واحدة، بعد اختطافات بالجملة أثناء الليل بل وفي وضح النهار، وبزَيٍّ رَسْمي وسيارات رسمية كما حدث مؤخرا بمقر وزارة التعليم العالي.
إنها الهجمات على أهل الإسلام، وعلى أهل السنة بالذات وصدق رسول الله حين قال : “كيف بكم إذا تداعت عليكم الأمم؟ قالوا أمن قلة منا يا رسول الله؟ قال لا إنكم كثير، ولكن!!
د.عبد الرحيم بلحاج