إنه هدي النبوة الذي كان عليه السلف الصالح، فقد كان إمام الدعوة صلوات الله وسلامه عليه يحب من اللباس أجملة ليتلاءم ذلك مع جمال دعوته، وحسن رسالته.
عن قتادة ] قال : قلنا لأنس : أي اللباس كان أحب لرسول الله ؟ فقال : “الحِبَرَةُ”(1)
قال ابن بطال رحمه الله تعالى : فيه جواز لباس رفيع الثياب للصالحين، وذلك داخل في معنى قوله تعالى : قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده”(2),
وهذا ما يرويه الخلف عن السلف، عن خالد بن دريدك قال : قلت لابن محيريز : ما لباس من أدركت؟ قال : الحبرات والممشق” والممشق المصبوغ(3).
والحبرة: مشتقة من التحبير وهو التزيين والتحسين، ومنه قول ابي موسى الأشعري لرسول الله : “لو علمت أنك تسمعني لحبرته لك تحبيرا : أي القرآن”(4).
حقا إنه هدي الأنبياء عليهم السلام، إذ بعض الناس يتذوقون المخبر من خلال المظهر، وبذلك يتحركاهتمامهم للدعوة.
قال رسول الله : “التُّؤدة والاقتصاد، والسمت الحسن جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة”(5).
فلهذا نجد أن كل من رأى رسول الله يحكي أنه رآه على أحسن حال، وأفضل هيئة، عن البراء بن عازب ] قال : “ما رأيت من ذي لمة في حلة حمراء أحسن من رسول الله له شَعْرٌ يضرب إلى منكبيه، بعيد ما بين المنكبين ليس بالقصير ولا بالطويل”(6).
وعن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال : “رأيت النبي وعليه حلة حمراء، وكأني أنظر إلى بريق ساقيه”(7).
قال سفيان آراها حبرة.
—-
1 – متفق عليه.
2- شرح بن بطال على البخاري ج 9 ص 103.
3- حلية الأولياء ج 5 ص 159.
4- رواه مسلم.
5- رواه الترمذي وقال حسن غريب.
6- متفق عليه.
7- رواه البخاري.
ذ.عبد الحميد صدوق