بَصمْت هذه الدروب بعمري، في رحلة ذهاب وإياب مستميتة من أجل الحياة بكرامة… وعبر أزقة المدينة العتيقة خبرت معنى الكفاح من أجل أبنائي الستة!
بفخر، أنا المرأة الوحيدة التي زاولت مهنة للرجال… فقد ورثت مهنة الحِمَالة عن زوجي المرحوم… التركة عربة أجرها على كتفي، أحمل بضائع التجار، الذين نلت ثقافتهم واحترامهم، فنجحت في مهمتي عن جدارة!.
ليس سهلا أن أخترق الأزقة المزدحمة دون إذاية أحد والمحافظة على سلامة البضاعة.. “بالاك… بالاك!” رَوّضْت صوتي على تنبيه المارة لسنوات دون أن يبح!
غير أن البطن الذي أصيب بحروق في صباه، وبتمزق بسبب الحمل ست مرات، لم يعد قادرا على جر الأثقال، وها هو يتمزق لحظة بعد لحظة.. إنك في خطر.. هذا آخر إنذار.. لا دواء لحالتك سوى الابتعاد عن الحِمالة! حذرني الطبيب.
سلمت العربة لابني الأكبر.. حزمت بطني الممزق، لأبيع الفاكهة في ركن لم يشهد جلوسي قط!
وتستمر رحلة الكفاح في مدينة صاخبة، لترسم مساراتها على جسد منهك، يتحدى الاستسلام…!
ذة. نبيلة عزوزي