الشعوب الإسلامية تتطلع إلى التحرر ومستعدة للتعايش مع كل دول العالم
عبد الرحمن يوسف
هاجم الشيخ حسن طاهر أوي رئيس مجلس شورى المحاكم الشرعية في الصومال، سياسات الولايات المتحدة تجاه الدول الإسلامية بوصفها قمعية” وندد بدعم واشنطن لدول في منطقة الشرق الأوسط : لتنفيذ هذه السياسات، مثل إثيوبيا التي وصفها بأنها “إسرائيل افريقيا”.
وأثناء حديثه لصحفيين محليين وأجانب في منزله قال الشيخ أويس : “إن الولايات المتحدة لا تريد لشعوب العالم اختيار ما تريده، حيث تعتبر كل من يعارض سياستها القمعية إرهابيا”.
وانتقد رئيس مجلس شورى المحاكم دعم واشنطن لدول الشرق الأوسط مثل إسرائيل لتنفيذ هذه السياسات “القمعية” بحق الشعوب الإسلامية في المنطقة. واشار في الوقت نفسه إلى الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لإثيوبيا بغرض استعباد الشعوب الإفريقيةوفرض إرادتها عليهما، واصفا هذه الدول بأنها “إسرائيل إفريقيا”.
وتدعم إثيوبيا الحكومة الصومالية الانتقالية الموالية لها في مواجهة تصاعد نفوذ اتحاد المحاكم الإسلامية الذي يحظى بشعبية واسعة بين الصوماليين.
ودفعت إثيوبيا بعدد من قواتها إلى مدينة بيداوا، المقر المؤقت للحكومة الانتقالية مهددة بسحق قوات المحاكم وسط غضب صومالي شعبي لتقوية الحكومة الضعيفة بالقوات الإثيوبية.
تعريف الإرهاب
وفي سياق متصل، طالب الشيخ أويس الذي يحتل اسمه مكانا في القائمة الأمريكية للإرهاب، بسرعة وضع تعريف للإرهاب قبل أن تحاول الولايات المتحدة إملاء ما تريده على الصومال بعد ازدياد نفوذ المحاكم، متهما الغرب بأنه لا يريد للشعوب الإسلامية أن تختار ما تريده.
ودلل الشيخ أويس على وجهة نظره بالحصار الغربي الذي قادته واشنطن على الفلسطينيين بمجرد وصول حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى سدة الحكم بالأراضي الفلسطينية مطلع العام الجاري، بدعوى أنها “منظمة إرهابية” رغم وصول الحركة إلى السلطة عبر انتخابات ديموقراطية.
ولفت رئيس اتحاد المحاكم إلى أن الشعوب الإسلامية تتطلع اليوم إلى التحرر من الاستعمار الغربي الذي لا يريد إلا نظاما يصنعه هو لهذه الشعوب. غير أنه أكد استعداد المحاكم للتعايش باحترام مع جميع دول العالم بما فيها الولايات المتحدة.
نظام إسلامي
وحول اعتزام المحاكم الإسلامية إقامة نظام إسلامي بالصومال، قال الشيخ أويس : “إننا لا نخشى إقامة دولة إسلامية في الصومال، فالشعب الصومالي المسلم لن يرضى بديلا عن حكم الله، بغض النظر عما يقوله المعادون للإسلام”.
وردا على سؤال حول ما إذا كانوا سيشكلون نظاما شبيها بنظام طالبان السابق في أفغانستان، أوضح الشيخ أويس أن الصوماليين يختلفون مع التقاليد الأفغانية كثيرا، وأنهم يعيشون في بيئة تختلف عن البيئة في أفغانستان. وشدد على أن “إسقاط نظام طالبان بالقوة كان بمثابة اعتداء على الشعب الأفغاني.. وأمريكا أسقطت هذا النظام لصالح حكومة تخدم مصالحها” في إشارة إلى حكومة الرئيس الأفغاني حميد كرزاي.
واستطرد الشيخ أويس : “أخشى أن تنتهج واشنطن نفس السياسة في الصومال لإسقاط المحاكم الإسلامية لصالح الحكومة الضعيفة، رغم علمها بما أنجزته المحاكم الإسلامية هنا”. وحول مكانة المرأة لدى اتحاد المحاكم قال الشيخ أويس : إن الإناث متساويات مع الذكور في حق التعليم، مشددا على أهمية تعليمها وتثقيفها حتى تبلغ المراحل العليا في الدراسة. كما أكد أن المرأة متساوية مع الرجل في مجال العمل قائلا : “ستعمل المرأة الصومالية في المجال الذي يناسبها كامرأة، ويتفق مع طبيعتها الأنثوية”.
ورفض الشيخ أويس أن تكون المرأة الصومالية مثل الغربية ” التي لاتلتزم بالأخلاقيات”، مشيرا إلى أن “المرأة الصومالية تتأفف من الخشوعلما يريده الغرب من المسلمات كارتياد نوادي الفجور والفسق”.
> إسلام أون لاين