تموز شهد 2625 عملية 70% منها استهدفت قوات أمريكية
قالت مصادر غربية في بغداد أن المسؤولين الأمريكيين باتوا يخططون لمرحلة ما بعد حكومة رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي في حال استمرار التردي الأمني على حاله في العراق، في وقت كشفت فيه دراسة أمريكية عن أن شهر تموز الماضي شهد ارتفاعا ملحوظا في العمليات المسلحة التي استهدفت قوات أمريكية وعراقية بلغ وفق الدراسة 2625 عملية تفخيخ وعبوات ناسفة استهدفت 70% منها القوات متعددة الجنسية، في حين كانت حصة القوات العراقية 20% والباقية عمليات متفرقة هنا وهناك.
ونقلت مصادر عراقية مطلعة عن مسؤول عسكري أمريكي قوله : “إن التمرد في العراق تطور نحو الأسوأ بالقياس مع جميع المستويات العليا لأرقام الهجمات، واصبح المتمردون يحصلون على تأييد أوسع وأكثر قابلية في الكفاءة الشخصية في عدد المحترفينوفي إمكاناتهم في توجيه العنف بالمقارنة مع أي وقت مضى”.
وأوضحت المصادر نقلا عن تقرير أمريكي تمت مناقشته من قبل مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية والقادة العسكريين في العراق، بأنه حتى لو اتخذ الحكم العراقي خطوات رئيسية باتجاه تعميق الديمقراطية، ومنها إجراء انتخابات جديدة لتشكيل حكومة جديدة في الربيع المقبل، فإن العنف يتحول نحو الأقوى.
وقالت إن التأكيدات المستمرة من عناصر إدارة بوش حول عدم التشاؤم حيال تطور الأوضاع السلبية في العراق ينفيه اضطرار القادة العسكريين الأمريكيين الميدانيين إلى سحب الآلاف من جنودهم وإرسالهم إلى بغداد لمواجهة الانهيار الأمني الحاصل هناك، ويستشهد مراقبون عسكريون أمريكيون بعدد القتلى والجرحى الأمريكيين رغم الزيادة الهائلة في مستوى التدريب والأجهزة العسكرية الإضافية.
وكشفت أنه مع بقاء عدد القتلى الأمريكيين في إطار معدله في الشهور الأخيرة، إلا أن عدد الجرحى ارتفع على سبيل المثال في شهر تموز إلى 518 جنديا بالمقارنة مع 287 جريحا أمريكيا في شهر كانون الثاني الماضي.
وأوضحت أنه بالجمع بين التقييمات العسكرية الجديدة والأدلة التي قدمتها المخابرات الامريكية تشير إلى أن العنف في العراق هو الآن في أعلى مستوياته. وأن المخاطر الفعلية التي تواجه العراق تتمثل في العنف الصادر من المتمردين ضد القوات الأمريكية والعراقية الذي يستمر في التصاعد منذ مقتل الزرقاوي في السابع من شهر آيار الماضي، والعنف الطائفي المتمثل في الهجمات من عراقيين ضد عراقيين آخرين في الإطار المدني.
في الإطار ذاته اعترف قادة عسكريون امريكيون في المنطقة الغربية من العراق التي تضم إقليم محافظة الانبار المتوتر، بأن تنظيم القاعدة يكسب بقوة في هجماته اليومية ضد القوات الأمريكية والعراقية، وأن هذه الهجمات في تصاعد مستمر، وهناك مؤشرات قليلة على تطور عملية إقناع الناس هناك بتأييد الحكومة العراقية، وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إنهم يتسابقون مع المتمردين في محاولة كسب ولاء الشباب العراقي في تلك المنطقة.
ونقلت مصادر إعلامية عن الجنرال الأمريكي روبرت نيلر مساعد قائد المارينز في الأنبار قوله : >نحن في حرب تجنيد مع المتمردين في المنطقة الغربية من العراق<.
وقال قادة عسكريون أمريكيون إن الحل العسكري لموضوع التمرد في الأنبار مستحيل، وتقتضي الحاجة اللجوء إلى التعامل السياسي بين السنة العرب والطوائف والأعراق الأخرى. وقد تحول التركيز العسكري الأمريكي في الأسابيع الأخيرة على العاصمة بغداد حيث يتصاعد العنف الطائفي بين السنة والشيعة، حيث أرسلت القيادة العسكرية الأمريكية قرابة 12000 جندي وقوات عراقية أخرى لمحاولة كبح العنف في بغداد.
وقال الجنرال وليم كالدويل المتحدث العسكري الأمريكي إن القاعدة بذلت جهوداً مضنية لكسب الشرعية بالترويج لنفسها باعتبارها منظمة ذات مصداقية. وقال كالدويل إن >القاعدة تلجأ إلى العراقيين من عدة أوجه اقتصادية واجتماعية لتطوير صورتها المتمدنة، وقد سعت للحصول على دعم واسع من العشائر بشكل عام وليس من الأفراد العاديين<.
> الأمان ع 721