{لا يحب الله الجهر بالسوء…}
لقد شرع الله الزواج وجعله سنة من سنن الحياة، قال تعالى :{ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}، وربط الاسلام الزواج بإظهاره،
حيث اوصانا رسولنا الكريم محمد بأن نعلن النكاح ونولم وذلك ايمانا واظهارا لبناء كينونة اسلامية جديدة تتمثل بأسرة مباركة تزيد من أهل التوحيد والايمان وهكذا سارت هذه الأمة حتى دار الزمان دورته وظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس واذا بنا نهتم بالقشور دون اللباب ونهتم بالمظاهر دون الجواهر وبدا ان أعراسنا ليس هدفها اعلان النكاح بل المباهاة والمفاخرة والعياذ بالله.
ان اعراسنا اليوم يرتكب فيها ما يرتكب من المنكرات والمخالفات بدءا من الاسراف الذي يأباه العقل والذوق السليم والله لا يحب المسرفين، والاختيال والغرور والمفاخرة،والله يقول :{والله لا يحب كل مختال فخور}، ومرورا باللباس الفاضح لبناتنا وأخواتنا، والله يقول {يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى ان يعرفن فلا يؤذين} ومرورا بالموسيقى الفاجرة الهابطة التي ترافقها المحرمات سواء في قاعات الاعراس او غيرها وانتهاء بالمهر المكلف الذي يكسر ظهر العريس والله لا يحب الاثقال على الناس {لا يكلف الله نفسا الا وسعها}.
نصائح على هامش حفلات الصيف :
1- عليكم بالوسطية والاعتدال في اعراسكم فلا اسراف ولا تبذير.
2- اياكم ان تنسوا الجراحات والنكبات التي نزلت على المسلمين وأنتم في غمرة افراحكم ( المسلم أخ المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) فلنجعل اعراسنا نصرة للضعيف ودعاء للمنكوب وصرخة في وجه الظلم وأملا في حياة الناس.
3- اعلموا ان الهدوء لغة حضارية وحق من حقوق الانسان فجنبوا اعراسكم الالعاب النارية وامنعوا اطلاق الرصاص، فكم من عرس وفرح انقلبالى مصيبة وبات اهل العرس منكوبين بفعل طائش.
4- تذكروا ان في حيكم الذي ستقيمون فيه عرس ولدكم او ابنتكم الرجل العالم والشيخ الجليل والطفل الضعيف والرضيع والمرأة الحامل والطالب الدارس ومن يرحم الناس فالله يرحمه فلنحدد لاعراسنا ساعة لا يتجاوزها أحد.
5-اتقوا الله في ملابس بناتكم في الاعراس ولو من باب الغيرة والحياء والغيرة مظهر من مظاهر الرجولة وفيها صيانة للاعراض وحفظ للحرمات وتعظيم لشعائر الله وحفظ لحدوده وهي مؤشر على قوة الايمان ورسوخه في القلب وما التحلل والتبرج والتهتك الا دليل لضعف معاني الغيرة او فقدانها وان ما نلبسه لبناتنا مدعاة لغضب الرب نازع للرحمة والله لا يحب الجهر بالسوء من القول والرسول حذرنا من مغبة اللعنات النازلات على الكاسيات العاريات فما بالك في اللواتي تجاوزن الحد فبان منهن ما حرم الله.
وبعد…
نعم لنفرح جميعنا مع عروسينا… ولكن بما يرضيالله ويترك الأثر الطيب بين الناس، ونتوجه الى أهلنا جميعا ممن سيتزوجون مهنئين لهم ومباركين.
>بارك الله لكم وبارك عليكم وجمع بينكم في خير<.