مما لاريب فيه أن الدارس للتاريخ عامة، والسيرة النبوية على وجه الخصوص، سيلفي أن الإساءة للرسول الكريم ليست بالأمر الغريب عنا، وإن اتخذت في عهده طابعاً خاصاً من حيث وسيلتها، فإن مقصدها وهدفها ظل واحداً وقاسماً مشتركاً بينهما : (مشركو قريش.. الدنمارك..) وهو تشويه صورة الرسول الرامي إلى أغراض أضحت -لامحالة- معروفة لدى القاصي والداني.
وأظن أن في طليعة هذه الأغراض، وضع حد لزحف وانتشار الإسلام عن طريق تشويه صورة محمد في ذهن الباحثين عن الحقيقة والاطمئنان الذي يحققه الإيمان بمحمد ، والإيمان بما جاء به جملة وتفصيلاً، إلا أن الرياح بإذن الله ستجري،بل وجرت بما لا تشتهيه سفنهم، والله متم نوره ولو كره الكافرون.
بيد أنني متأكد -وأنا أكتب هذه السطور- أن هذا الموضوع قد أسال كثيراً من المداد وتقاذفته كثير من الأقلام، لذلك فإن ما أود إثارته هنا هو لفت الانتباه إلى تلك الإساءة التي بلغت شأوها وعنفوانها وسط مجتمعنا، تلك الإساءة التي يكون مصدرها بنو جلدتنا، حينما يسب “الرب والدين والنبي” على مرأى ومسمع من الناس حاكمين ومحكومين، ولا أحد يحرك ساكناً، يسب “الرب والدين”، في شوارعنا، وفي أزقتنا وفي مدارسنا بل وفي كثير من منازلنا!.
هلا نستفيد من تلك الإساءة الدنماركية، قوة جديدة ومندوحة كافية وفرصة ملائمة، للنهوض من سباتنا لردع ومقاومة المتطاولين -بلا حياء ولا حشمة- على سب ا لرب والدين والرسول .
تلكم هي الإساءة الخطيرة، لأن مصدرها محسوب علينا نحن المسلمين، تلكم هي الإساءة التي تخربنا من الداخل.
تلكم هي الإساءة التي قد ينزل الغضب الشامل بسببها إذا لم ننته عنها.
محسن صالحي