في كلمة د. مصطفى دالي رئيس المجلس البلدي لفجيج :
يشرفني باسم المجلس البلدي لفجيج، ومن خلاله باسم السكان، أن أرحب بكم في هذه التظاهرة العلمية التي تنظمها جمعية آل سدي عبد الوافي بتنسيق وتعاون مع شعبة الدراسات الاسلامية بكلية الآداب بوجدة بمناسبة انعقاد الملتقى الثاني لخدمة القرآن والسنة في موضوع : “السنة والسيرة النبوية : نحو وعي صحيح وتفاعل حقيقي”.
حضرات السادة : إن اختيار فجيج الواحة/المدينة كفضاء لاحتضان هذه التظاهرة العلمية الثانية نعتبره التفاتة كريمة من الإخوة المنظمين، ونوعاً من رد الاعتبار لمثل هذه المناطق النائية التي تعيش نوعا من التهميش والعزلة.
…إنها مبادرة محمودة نعتز بها، ونقدر عاليا المجهودات التي تبذلها كل من الجمعية وشعبة الدراسات الاسلامية بوجدة في إطار انفتاحها على محيطها الاقليميوالوطني، بتنظيم الندوات العلمية والأيام الثقافية والمساهمة في خدمة المجتمع وترسيخ أسس الاصلاح والمواطنة الصادقة، سيما وأن الأمة الاسلامية في الآونة الأخيرة تعيش حالة خاصة، بعد النقاشات الحادة التي انطلقت على خلفية استهداف النبي فيما يعرف بمسألة الرسوم الكاريكاتورية.
…نرجو الله تعالى أن يجعل من هذه المبادرة خيرا وقوة ووحدة، ومن هدي ونفحات هذا الملتقى حرارة الرقي والانتقال بمجتمعنا إلى مراتب أفضل إن شاء الله تعالى.
حضرات السادة الأفاضل :
عندما طلب مني الإخوة الأفاضل مشكورين كلمة لأساهم بها في هذا الملتقى المبارك، وبعد قراءة الموضوع وتأمله “السنة والسيرة النبوية : نحو وعي صحيح وتفاعل حقيقي” تبادرت إلى ذهني عدة أفكار وملاحظات وتساءلت مع نفسي : كيف هو واقع الأمة الاسلامية اليوم؟
لماذا لم تعد تملك زمام أمرها؟
ما هي إمكانية التفكير في مستقبل جديد؟
كيف يمكن استعادة الاشعاع التاريخي؟ كيف يمكن فهم وضعنا في هذا الفضاء؟
هل انتهت فترة المواجهات بين القوميات والثقافات والديانات؟
حضرات السادة :
إذا كان وعينا وإدراكنا بأن مصدر مصائبنا هو التخلف والجهل والفقر فإن المعركة التاريخية لمعالجة هذه الأوضاع تقتضي من الجميع، خلق نهضة، وخلق شروط وإرادة لهذه النهضة، منها :
- الوعي بقضية التخلف وأبعاده المتنامية وضرورة القضاء عليه.
- الوعي بالأساليب والأدوات اللازمة لمعالجته.
أما من حيث الشروط فإن النهضة لا تنمو ولا تترعرع إلا في الفضاءات التي تتمتع بنعمة الأمن والاستقرار، لأن الفكر المبدع لا يمكن تصوره في ظل الاستبداد الذي يؤدي إلى تمزيق المجتمع، لأن من طبيعة النظام المستبد أو الفرعوني بالمصطلح القرآني تقسيم الناس إلى طبقات حسب مواقفهم منه ويدفع الرافضين له إلى التفكير بأساليب عنيفة في مواجهته، وهذا يفتح الباب أمام العنف والعنف المضاد والمجتمع الذي يعيش دوامة العنف والتوتر الداخلي لا يمكنه أن يسلك الطريق الصحيح.
حضرات السادة :
إن القرآن كتاب متجدد العطاء وله في كل عصر جديد عطاء، يبوح به إلى من يحاول الاستنباط، كما يقول الدكتور مصطفى محمود.
كما أن السلف الصالح ترك لنا تراثا عظيما يجب أن نتأمله ونستوعبه، ولكن يجب أن نجتهد والقرآن الكريم صريح في ذلك، قال تعالى : {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} ويجب أن نضيف ما استجد، لأن العصر يأتي بمعارف جديدة قد تفتح لنا أبوابا في فهم معاني القرآن، ومن هنا في اعتقادي يكون واجب الاجتهاد ضروريا، والدعوة نحو وعي صحيح وتفاعل حقيقي والذي سيعالجه إن شاء الله تعالى هذا الملتقى المبارك يتجاوب مع المرحلة.
فإلى جانب كون القرآن شرائع وأحكاماً وعبادات، فهو أيضا كتاب يتناول مناحي الحياة، في الأخلاق في المعاملات في الفلك في السياسة في الحكم، والعلماء مدعوونفي هذه الفروع إلى الجلوس على مائدة القرآن مع فقهاء القرآن.
ندعو الله الكريم أن يزيدَنا علما وأن يصْلُح أمُورنا وأن يهدينا إلى الصراط المستقيم، ربنا اغفر لنا وارحمنا واشملنا برحمتك وسعة عفوك، وأخرجنا من حِجَاب أنانيتنا إلى تمام معرفتك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته