أطلت على مرْآتها فلم تجد إلا وجها شاحبا، عينين أحاطت بهما الهالة السوداء، ثم بحثت عن أحْمَر شِفَاه، أو ربما عن بُودْرَةٍ لتجمل بها الحقيقة، وتُبْعد بها السقم. ولكن مع الأسف هي تغطي ما عرى الزمن،وتنحث على قطعة من الخشب البالية.
نسيت وهي شابة في مقتبل العمر أن تجد لها قدوة وأسوة تُطْلِعُها على حقيقة جمال الروح لا على المظهر الزائف الزائل، وعلى حسن الخلق وطيب الجنان، الذي كان وشاحاً على صدور أمهاتنا زوجات الرسول ، كنّ وهن العفيفات الشريفات لا يتزين إلا بحياء حجابهن، ولا يتعطرن إلا بنسيم قيام ليلهن، ولا يخضعن بالقول حتى يطمع الذي في قلبه مرض.
هن جذورنا وتاريخنا وأسوتنا، فلماذا نبحث عن مثل غريب نقتدي به؟ ولماذا نتطلع بمرآةٍ عكست ظلمة الطريق، وسواد الفطرة، فقست القلوب، ورانت على النفوس والعقول الحقائق، واجتثت منها حلاوة الحياة الحقة وهدفها.
قال عز وجل في كتابه الكريم : {ألَمْ يَانِ للذين آمنوا أن تخْشع قلوبهم لذكر الله ومانزل من الحق…}.
نعيمة الفيلالي