إن العداء الصليبي للمسلمين الذي قاد الحروب العسكرية الصليبية ضد المسلمين، هو اليوم يظهر حقيقة الحقد الصليبي الذي يحرق قلوبهم منذ أمد بعيد، وهذا ما رسمت أيديهم، وما تخفي صدورهم أكبر، ولكن الله خذل شائن نبيه، ولعن مشاقه، وبتر الحاقدين المستهزئين، وتوعدهم بالعذاب الأليم، قال تعالى : {والذين يوذون رسول الله لهم عذاب أليم}(التوبة : 63).
وقال الشافعي : من هزل بآيات الله ورسله، فهو ملعون كافر، قال تعالى : {قل أبا الله وآياته ورسله كنتم تستهزؤون..}.
قال محمد بن سحنون صاحب الإمام مالك : أجمع العلماء أن شاتم النبي المنقص له كافر، والوعيد جار عليه بعذاب الله ومن شك في كفره وعذابه كفر<.
لاشك في عذاب أعداء الله في الدنيا والآخرة، وقد قرر الفقهاء أن عذاب الدنيا القتل قال الإمام أحمد : كل من شتم النبي أو تنقصهِ مسلما كان أو كافراً-فعليه القتل.
وهذا هو مذهب الإمام مالك وأهل المدينة.
وحكى أبو بكر الفارسي من أصحاب الشافعي : إجماع المسلمين على أن حد من يسب النبي القتل.
وقال حنبل : سمعت أبا عبد الله -بمعنى الإمام أحمد- سُئِل : عمن شتم النبي ، قال : يقتل، قيل له فيه أحاديث؟ قال : نعم، أحاديث منها : حديث الأعمى الذي قتل المرأة، قال : سمعتها تشتم النبي، وحديث حصين أن ابن عمر قال : من شتم النبي قتل، وذكر بسنده : أن خالد بن الوليد قتل رجلا شتم النبي ولم يستتبه.
وحتى ولو كان معاهداً، فإنه بانتقاصه لرسول الله يكون قد نقض العهد، فلا أمان له، نص عليه الفقهاء.
إن الغرب الصليبي أسكرته القوة المادية، ونشوة التقدم فهو الآن يؤجج نار التشفي والإنتقام، وهذا ما يؤكده القرآن {كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمّة}(التوبة : 8).
فتبين أنهم لو غلبوا وظهروا لأنزلوا بنا أقبح أنواع العذاب والتشفي.
{ولن يجعل الله للكافرين على المومنين سبيلا}
ذ.عبد الحميد صدوق