عالمنا الإسلامي المعاصر يعاني كثيرا من الأمراض والعلل بعضها ناتج عن ضعف في البنيان الإسلامي بسبب اختلاف المسلمين وتفرق كلمتهم، وبعضها انتقل إليه بالعدوى من صنائع الأعداء، ومن في قلوبهم مرض… وإن شر ما ابتلينا به، هو هذا الغزو الفكري، أو الموت البطيء الذي أصاب ويصيب بعض العقول فتلبس الحق بالباطل وانصرف الناس عن صفاء الدين… ولابد والحال هذه من وقفة يقفها أناس مخلصون يبذلون ما في وسعهم من أجل الذود عن حياض الدين والنهوض به وأكثر من ذلك الدفاع عنه وإزالة الغشاوة عن أعين شباب يقع فريسة تخطيط يريد الفتك به والنيل من إسلامه وتشبثه بدينه وإخلاصه لنبيه محمد .
إن الإسلام عبر تاريخه الطويل، يواجه مؤامرات دنيئة وتيارات فكرية ضالة مضلة، والمؤامرات على الإسلام قديمة ومستمرة لم تتوقف، وقد ظهرت في الآونة الأخيرة اتجاهات هدامة تحاول إظهار الإسلام بمظهر الدين البدائي دين يدعو إلى التطرف وقائده إرهابي قنبلة، يصرحون بهذا دون خوف أو حياء بل بعنجهية وغطرسة، هذا وقد أبانت هذه الغطرسة الخرقاء التي ظهرت مؤخرا من بعض (الدانمركيين) عن المكنونات النفسية الداخلية، والحقد والكره الدفين الذي يكنونه لنا في منشورات كاريكاتيرية يصبون فيها تطرفهم وحقدهم…
ألا تستطيع أمة القرآن، أتباع محمد عليه أزكى صلاة وتسليم أن تتخذ من هذا دافعا للنهوض وتحقيق نهضة شمولية تخلصنا من رواسب السبات ومن الذل والتبعية التي وسمنا بها على مر العصور؟؟؟
ألسنا نملك سلاح المقاطعة لكل النفايات التي يذلنا بها من يأتمرون علينا؟
إنه لمن المؤسف أن أمما غير إسلامية قد أعلنت -في سخط- شجبها لهذا الهتك في وقت سكت البعض ووقف المتفرج منكس الرأس ينتظر استقرار الكرة في المرمى حتى يخرج من قوقعته بعد أن ضمن رضى الأسياد.
نحن لسنا كيانات صغيرة إلا حين يمزقنا التفرق، أما عند تكتل العزم والإرادة في اتجاه واحد، فإنه سوف نصبح شيئا آخر يحسب له ألف حساب.
هذه هي خلاصة الخلاصة، إننا يجب أن نحذر من أولئك الذين يحرفون الكلام عن مواضعه ابتغاء فتنة المؤمنين، وإنه لمن نافلة القول أن يعاد تكرار ما يجب أن يكون بغير قول أو نداء بل يجب أن يكون كل كلامنا نابعا من كنه يقظة إسلامية شاملة لمواجهة الذئاب البشرية التي تريد الفتك بمقدساتنا.
وأخيرا وليس آخرا لا يسعنا إلا أن نقول إنه إذا حمد لهذا العصر الذي نعيش فيه شيئاً، فإن أحمد ما يحمد له هو وجود رجال شرفاء يحبون النبي ويخلصون له، كيف لا وهو القائل >يا رب أمتي أمتي< نسأل الله العلي القدير أن يحفظ رجال هذه الأمة وأن يجعلنا يقظين نخاطب االضمائر الحاضرة والغائبة لا كمسلمين، ولكن مسلمين..!!
نادية حجازي