في ظل ما نعيشه من أزمات وكروب على صعيد العالم شرقا وغربا شمالا وجنوبا، تهب علينا نسمات إيمانية تجعلنا نتمسك بحبل الله المتين، وتعود بنا إلى أنفسنا في تساءلات متواصلة : لم هذا النكوص والخنوع والتعلق بأذيال الآخر؟! لم تركنا مكاننا في قيادة العالم إلى بر الأمان، وأخذنا موقع المتفرج على ما يحصل ويقع؟! بينما في أيدينا المنهج القويم الذي يصلح به القاصي والداني، والذي ينفع كعلاج لأمراض المجتمع التي يرزح تحتها منذ أن تخلت الأمة الإسلامية عن دورها.
وكيف نقوم من كبوتنا ونواصل المسيرة التي ارتضى الله لنا {كُنتم خير أمّة أخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر…} الجواب سهل، فمسيرة ميل تبدأ بخطوة، والرسول ألقي عليه الوحي وهو لوحده في غار منعزل فيه عن العالم، ثم اختار الله أن يكون أول من آمن به زوجته ثم غلام وهو علي ثم صديقه الصديق رضي الله عنهم، وهذا يعلمنا على من يكون الاعتماد إذا أردنا أن نقود بدل أن نقاد، الاستناد على الأقربين أول الأمر، منهم النواة التي منها تظهر النبتة الطيبة فتنمو لتصير شجرة يُسْتَظل بظلها، فلن يغير الله ما بنا من وهن حتى نبدأ بتغيير أنفسنا، ولا ننتظر أن يأتي هذا التغيير من خارج في عمومية وشمول بين عشية وضحاها، بل علينا أن نعلم أنه يحتاج إلى جهد وصبر وأناة، وإلى معرفة نقط الضعف فينا، ولا أرى هذا الذي عم سوى من تخلينا عن تربية ذواتنا وسعينا وراء الحياة السهلة الناعمة التي لا تحتاج منا إلى التزام بمهامنا نحو الأجيال القادمة من تربية على المبادئ الصحيحة والعزة والكرامة والارتباط بالمولى عز وجل.
يجب ألا نيأس من روح الله، فإن يعلم الله في قلوبنا خيرا يوتنا خيرا، فإن بدأنا سنصل بعون الله وتوفيقه.
عواطف قصبي