يقول الله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رحيم}.
ويقول عز و جل : {إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}.
من خلال هذه الآيات تبرز لنا الدعوة الصريحة إلى حب الرسول الذي أرسله الله تعالى رحمة و هدى للعالمين، فمحبته واجب علينا لأن الله اصطفاه من بين الناس أجمعين ليبلغهم رسالة ربه و هو الصادق الأمين، و كفانا فخراٌ أن نحب من شهد له الحق تبارك وتعالى بكمال الخلق حيث قال عز من قائل : {وإنك لعلى خلق عظيم}. فحبه يكون باتباعه، واقتفاء آثاره، وحب رسول الله صلوات ربي عليه يجعلنا نحرص على طاعته، فطريقه كله خير يسعد به تابعه، والحق جل جلاله يقول لحبيبه: >وعزتي وجلالي لو جاؤوني من كل طريق واستفتحوا من كل باب لما فتحت لهم حتى يكونوا خلفك<.
ولقد جاء الأعرابي يسأل عن رسولالله وينادي عليه : يا محمد، متى الساعة؟ فيقول له وماذا أعددت لها؟ قال ما أعددت لها من كثير صيام ولا صلاة غير أني أحب الله و رسوله، فقال : >أنت مع من أحببت<، فإذا أحببنا رسول الله اشتقنا لطاعة الله,و بطاعة الله واتباع نبيه يصبح المحبوب محبوبا، وبالتالي سينعم بعز الدنيا والآخرة.
إن متابعة الحبيب المصطفى تكون في عملك، في دخولك بيتك، في معاشرتك لأهلك و أولادك، في طعامك، في منامك,في كل لحظة من حياتك، فمثلا لو أن الإنسان حين يدخل إلى بيته يسمي الله و يسلم على أهله، فهذا من هدي النبي في دخول البيت : (السلام عليكم و رحمة الله) “بسم الله الرحمـن الرحيم” هذه السنة في دخول البيت تجعل الشيطان يقول لمرافقيه “لا مبيت لكم في هذا البيت الليلة، و لعلنا ندرك طعاما فيـه، فإذا وضع الطعام واتبعت سنة المصطفى في طعامك يقول الشيطان لمن معه (لامبيت ولا طعام) هذا قبس مننور سنة خير البرية,فما بالنا لو اقتفينا آثار الرسول الأعظم في كل شيئ فبدون شك سنسعد في الدنـيـا والأخرة. وبالتالي نستطيع الوقوف في وجه أعداء الإسلام، وأعداء الرسول الأعظم الذين يحاولون المساس بشخصه الكريم، و هنا أود أن أشير إلى أن الإهانة إلى الإسلام في شخص الحبيب المصطفى صلوات ربي و سلامه عليه أمر منتظر و متوقع، لكن المصيبة هي إهانة من ينضوون تحت لواء الإسلام، و الإهانة تتجلى في عدم اتباع سنته، والزيغ عن أهداف رسالته النبيلة.
من منا يستحضر الرسول الكريم عند قيامه بأي عمل؟من منا فكر في أعماله التي أضاءت حياة المسلمين؟ من منا استحضر موقفاً من مواقفه النبيلة و هو يواجه أعداءه حتى تصلنا الرسالة فوق طبق من ذهب؟
هل تعلمون أن الرسول على مدى ثلاثة و عشرين سنة هيأ لأمته ما تنعم به الآن من خير. وسمو، ورفعة، ألا يستحق هذا الرسول الكريم أن نحبه ونقتفي أثره، بعد أن بخلنا حتى بالصلاة و السلام عليه؟.
فواجب علينا نحن المسلمين معرفة رسولنا الكريم لأن معرفته أصل ثابث من أصول عقيدتنا السمحاء,وذلك باتباع سنته و الإقتداء به مصداقا لقوله عز وجل :{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}(الأحزاب21)، كما يجب علينا تقديم محبته على محبة الآباء و الأمهات فقد قال :>لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده و ولده والناس أجمعين<(البخاري و مسلم).
رشيد والجكلي