يقول الله تعالى: {هذا خلق الله فأروني، ماذا خلق الذين من دونه…}(لقمان :11).
بعد استعراضنا لمراحل تطور الكون في الحلقة السابقة لا بأس أن نحلل اليوم السادس (من هذا التطور) ثم نستعرض أهم نظريات ولادة النجوم والمجرات:
تكونت النجوم والمجرات مليون سنة بعد الانفجار في العصر النجمي “stellaire lصére” والذي دام إلى يومنا هذا؛ كيف كان ذلك، يرى الأكاديمي الروسي المعاصر Y.Zeldovich(1982)، أن رغائف سديمية ضخمة خبزت (صنعت) بعجينة محكمة التجانس وتحت تأثير الجاذبية الكونية تفتت هذه الرغائف إلى رغائف أصغر حجماً وهكذا استمر هذا التجزؤ إلى أن وصل إلى درجة المجرات والأكوام المجرية. وأن حجم هذه الأخيرة تعتبر كفتات بالمقارنة مع حجم هذا الرغيف الأعظم الذي نتجت عنه.
في ظرف ثلاثة ملايين سنة من بعد الانفجار وبفعل الجاذبية الكونية بدأ الكون يعرف حالة الاستقرار ويأخذ شكله النهائي ومواصفاته الحالية واليوم يحتفل هذا الكون بعيد ميلاده الخامس عشر مليار سنة.
هناك نظريات أخرى أمريكية على غرار النظرية الروسية السابقة وهي في ملخصها تعتمد على الجاذبية الكونية للمجرات التي بدورها تتجاذب بفعل قوة الجاذبية الكونية لولادة الأكوام المجرية.
فأي من النظريتين نختار، الروسية أم الأمريكية؟
الاكتشاف الذي تم في غشت (1989) من قبل الفلكيين “Martha Haynes et Ricardo Giovanelli” ينص على وجود سحابة من الهيدروجين أكبر ب 10 مرات من مجرة اللبانة وبعيدة عن الأرض ب 65 مليون سنة ضوئية، معلنة عن ميلاد مجرة جديدة، فلا النظرية الروسية ولا أختها الأمريكية توصلتا إلى تفسير هذه الولادة المفاجئة لأنهما معا يؤكدان أن المجرات تكونت في مرحلة واحدة منذ حوالي 15 مليار سنة.
في نونبر 1990 م، تم اكتشاف تجمع هائل من المجرات من قبل فلكيين من جامعة كامبريدج على شكل صور ضخم ارتفاعه 200 مليون سنة ضوئية وسمكه 15 مليون سنة ضوئية ويشق الكون إلى نصفين على مسافة 500 مليون سنة ضوئية. هذا الاكتشاف الجديد أربك النظريات السابقة ولم يجد أي تفسير من قبلها.
وأخيرا في شهر أبريل من سنة 1992 التقط الإنسان ولأول مرة في تاريخ علم الفلك بواسطة عدسة الكوكب الاصطناعي cobe صورة حقيقية للكون وذلك منذ نشأته إلى يومنا هذا والصورة هي عبارة عن كرة إهليجية (مستطيلة) تعتريها ألوان زرقاء وحمراء تعكس درجات الحرارة المختلفة على سطحها
ويمكن تلخيص ما ورد فيما يلي:
1- لم ير الكون النور إلا بعد مرور مليون سنة من ولادته، إذ أنه كان قبل ذلك يسبح في ظلام دامس نظراً لتكتل المادة فيه، ولم يصبح شفافا إلا بعد أن تكونت الذرات.
2- أن مفهوم الزمن هو في نفس الوقت نسبي ومطلق فاليوم (العصر) الأول هو عبارة عن جزء من الثانية وقع فيه ما لم يقع في اليوم السادس الذي دام 15 مليار سنة.
3- درجة حرارة الكون انخفضت من k1032 إلى 2,7264 درجة حاليا، ومن هنا يتبين أن الكون مر من حرارة مفرطة إلى برد مفرط، ثم أن حجم الكون تضخم بشكل مهول حيث إنه مر من حجم كرة قطرها -33 10 سم إلى حجم غير منتهي.
قال الله تعالى: {ولقد خلقنا السموات والأرض ومابينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب}( ق : 38).