“أعدوا مشنقة لهذا المتهم كي نشنقه بها. بعد أن نحاكمه محاكمة عادلة ”
هكذا وعلى الطريقة البريطانية تحاول أمريكا.محاكمة صدام حسين.بنية الأحكام الجاهزة تتعامل معه في إطار لجنة من القضاة.ومحاكمة صورية.تحاول من خلالها إقناع الرأي العام العالمي بنزاهة المحاكمة.إن كان بالفعل صدام حسين يستحق هذه المحاكمة….
وبدا واضحا أن لدى المؤسسة العسكرية الأمريكية ورجالاتها من البرامج الضخمة والترسانة العسكرية العتيدة ما يغريها دائما، باستخدامها وبكل الغطرسة ضد كل الدول التي ترفض الاستسلام والانقياد لهيمنتها دونما اعتبار لكل المؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية، ضاربة بعرض الحائط كل الدساتير والأعراف القانونية التي استغرقت البشرية في تأسيسها وصياغتها قرونا طويلة وقدمت في سبيل إثباتها أرواح الملايين و الملايين….
فحدث مرة وأن قالت “مادلين أو لبرايت ” وبكل وقاحة- للرئيس الراحل”ياسر عرفات “في إحدى اجتماعاته مع الرئيس الأمريكي ” كلينتون “:”تذكر سيدي أنك تتحدث إلى رئيس أعظم دولة في العالم !”وهذا يمثل المستوى السمج الذي وصلته الغطرسة والصلف والاستهتار الأمريكي.
إن “الانتصار” الذي حققته أمريكا على الساحة العراقية -العربية- ليس هو النهاية، وبالتالي فهذا لا يدعو للزهو! ذلك أ ن تجهيز حملة عسكرية بكل هذه الضخامة والتي تعتبر الأعتى منذ سنوات بعيدة تجاه بلد يعتبر الأضعف في العالم بعد سنوات الحصار، لايمكن أن يعبر- بكل المقاييس- على انتصار للقوة.بل هو انتصار للقلق وبدون منازع…!وإن كل تلك الأساطيل الضاربة والبوارج الحربية والصواريخ الاستراتيجية القاهرة.وكل الأجهزة التي حشدتها أمريكا اتجاه العراق حاليا، إنما يعبر عن الضعف الناتج عن أعباء القوة.وليس عن القوة ذاتها.ويمثل الارتباك والقلق أكثر مما يمثل الثقة بالذات.والأدعى للبؤسمن كل هذا وذاك هو أن كل تلك الحشود لم تحقق -حتى كتابة هذه السطور- هدفها المنشود المعلن والذي تحت ذريعته دخلت إلى أرض العرب…
وتتضح معالم السلطوية والإمبريالية الأمريكية كذالك.في كثير من القضايا والمواقف .بداية من القضية الفلسطينية.مرورا بحرب الفيتنام وصولا إلى الحرب العدوانية على العراق.والحصار المفروض على مجموعة من الدول الحرة للاستسلام والاستعباد.
وفي انتظار احترام أمريكا لتعهدات (الشرعية الدولية) والتي وقفت ناطحات السحاب الأمريكية.”وورد سانتر “حاجزا أمام رؤيتها لسنوات قبل 11شتنبر والتي منها على سبيل المثال لا الحصر الدعم الموضوعي الصادق لمؤسسة الأمم المتحدة, والابتعاد كليا عن الاستهتار والاستخفاف بحقوق بعض الدول نظرا لأنها متخلفة أو ضعيفة.سنظل نخلط ما بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة.وقد لا يكون الخلط بينهما أصلا قويا وكما أثبتت الأيام وجهان لعملة واحدة.
وختاما فإن أمريكا راعية السلام.والتي ضربت السلام في العراق.ستعيد ضربه بتبنيها لمحاكمة صدام حسين.لأنه في نظرها متهم حتى تثبت براءته ولن تثبت لأن أمريكا أعدت له مسبقا المشنقة لكي تشنقه بها بعد أن تحاكمه محاكمة عادلة طبعا!!!؟؟؟