يصدر قريبا للعالم الجليل السيد عبدالحي عمور رئيس المجلس العلمي لفاس كتاب جديد بعنوان : “تجديد فقه المرأة بين الشرع والعقل” وذلك في سياق الدراسات والأبحاث التي انتجها الكاتب الباحث وعالج فيها عددا من الموضوعات التي ثار حولها لغط كثير وجدل كبير في الساحة الثقافية والأوساط الفكرية مثل كتابه :النظرية الإسلامية للعقل.
والدراسة -التي تنشرها المحجة في حلقات- ابتداء من العدد المقبل بحول الله تأتي لتؤكد حضور المرجعية الدينية في كثير مما عرفته قضية المرأة والأسرة، واندراجها في سياق التجديد الفقهي الإسلامي بمختلف مذاهبه ومدارسه، باعتبار أن الفقه فهم بشري للخطاب الديني/الشريعة، وإعمال للفكر في معرفة مقاصد الوحي الإلاهي والبلاغ النبوي، واجتهاد استنبطت من منطلقه وبشروطه أحكام جديدة في كثير من المستحدثات كلما دعت الضرورة إلى ذلك، وهذا دونإنكار الاستفادة من المفاهيم الإنسانية والعلوم الحديثة التي أنتجها الفكر البشري والتي لا تمس بثوابث الأمة أو تتناهض مع أحكامها الشرعية القطعية الثبوت والدلالة.
ولعل عددا من المهتمين بالفقه الإسلامي وغيرهم من القراء ذوي الثقافة الإسلامية بعامة سيجدون في هذا الكتاب بعض الخلاصات والاستنتاجات مفارقة لما درسوه أو هو بين أيديهم، والواقع أنها ليست مفارقات أو آراء اجتهادية اعتمدت العقل دون النقل أو العقل ذهب بعيدا في تأويل بعض النصوص خارج نطاق ضوابط التعامل معها على الرغم مما قد يوجه لتلك الضوابط من نقد، أو أن الأمر يتعلق بمفاهيم أو آراء معاصرة استهوائية لإيجاد نوع من التقارب بينها وبين المفاهيم الفقهية عندنا حول فقه المرأة وحقوقها.
إن المسألة في حقيقتها ترجع إلى قراءة متأنية لبعض النصوص ومناقشتها دون تغييب العقل في فهمهما فهما قد لا يتفق أحيانا مع التفاسير والتأويلات التي أعطيت لها من قبل ودرج الناس عليها وأكسبها العرف والتاريخ الاجتماعي قوة وحضوراً في فكرنا وثقافتنا حول المرأة.