ورقة من أشغال اليوم الدراسي الأول عن التعليم الابتدائي الأصيل المنعقد يوم 9 ماي 2003 بثانوية القرويين بفاس
واقع التعليم الأصيل وآفاقه
عرض مرئي علق عليه ا لدكتور عبد الرحمن الرامي مدير مديرية البرامج والمناهج بوزارة التربية الوطنية والشباب
مدخل : مميزات التعليم الأصيل
- الجمع بين مايحقق الأصالة ويرسخها، ومايحقق المعاصرة ويرشدها.
- الجمع بين التركيز على العلوم الشرعية واللغة العربية، وبين التمكن من العلوم الحديثة واللغات الأجنبية.
- التمثيل للشخصية الإسلامية العربية للمغرب، والاستمرارية الحضارية له.
- الإسهام في ازدهار العلوم وانتشار الحضارة المغربية عبر جامع القرويين : مركز الاشعاع والاستقطاب العلمي الذائع الصيت منذ أكثر من ألف عام.
- تخريجه لمشاهير من العلماء أمثال : البابا سلفستر الثاني، الشريف الإدريسي، القاضي عياض، ابن باجة، ابن رشد، ابن خلدون…
- انسجامه التام مع” المرتكزات الثابتة” الخمسة للميثاق الوطني للتربية والتكوين.
واقع التعليم الأصيل
1- مرحلة ما قبل الاستقلال :
1-1- نظرة المستعمر للتعليم الأصيل :
- الخوف والارتياب من “القرويين” والمحاربة لعلمائها وطلابها.
- إصلاح يسمح بالحفاظ على الدور الشكلي للقرويين وفي نفس الوقت يعمل على خدمة الطموحات الاستعمارية. ولذلك قال عنه “لوكس” المقيم العام الفرنسي بالمغرب. : “إن أخوف ما أخافه على وجود أمتي فرنسا هنا هو هذا البيت المظلم”.
وقال بول مارتي، (مغرب الغد) : “يجب أن نعمل على تجديد القرويين. لأنه إذا لم نفعل ذلك نحن، فإن هذا التجديد الذي تفرضه الظروف سيتم بدوننا وضدنا”.
1-2- بوادر التجديد :
تمثلت بوادر تجديد التعليم الأصيل فيما يلي :
- قيام حركة طلابية سنة 1937 طالبت بإصلاح مناهج الدراسة بالتعليم الأصيل.
- تنظيم التعليم الأصيل على النمط العصري في ثلاث مراحل :
التعليم الابتدائي، والتعليم الثانوي، والتعليم العالي.
- إعادة النظر في برامج ومناهج التعليم الأصيل وتطعيمه بمواد جديدة.
2- التعليم الأصيل إبان الاستقلال :
تميز التعليم الأصيل في هذه المرحلة بعدم الاستقرار في وتيرة نموه.
2-1- مرحلة النهوض (57- 1960)
- توحيد برامج التعليم الأصيل وإدراج برامج التعليم العلمي ضمن مقرراته.
- تدريس جميع المواد باللغة العربية، والانفتاح على اللغات الأجنبية.
- نقل التعليم الأصيل من مؤسسات تقليدية إلى مؤسسات ذات بنايات عصرية.
- ارتفاع وتيرة الالتحاق بالتعليم الأصيل من 3603 تلميذ إلى 24436 تلميذ سنة 55- 1956 ثم إلى أضعاف ذلك سنة 59-1960.
2-2- مرحلة التراجع (60-1971)
- حذف المدارس الابتدائية الأصيلة.
- تراجع في وتيرة الالتحاق بالتعليم الأصيل. حتى صار عدد التلاميذ 8384 تلميذ سنة 70-1971.
2-3- بوادر الإصلاح والتجديد :
أ- إرساء البنيات الأساسية.
- من سنة 1973 إلى سنة 1987.
* بناء 19 مؤسسة ثانوية للتعليم الأصيل، بالإضافة إلى مدرسة ابتدائية مستقلة.
* تجديد ومراجعة برامج التعليم الأصيل والتخفيف منها.
* إحداث جذع مشترك بناء على التوجه الإصلاحي لسنة 1985.
* تفريع الشعبة الأدبية الشرعية إلى شعبتين.
* إعادة المرحلة الابتدائية لهيكلة التعليم الأصيل.
- من 1988 إلى 2000.
* إنجاز بناء ثلا ث مؤسسات للتعليم الأصيل من 14 مبرمجة، في التصميم الخماسي 88-1992.
* إعادة ا لنظر في مواد التعليم الأصيل وحصصه من لدن لجنة ممثلة لكل من أكاديميتي مكناس وتطوان، نتج عن أعمالها تخفيف في الحصص.
* ابتداء من الموسم 99-2000 شرع في فتح أقسام للتعليم الأصيل الثانوي بمؤسسات التعليم العام.
ب- هيكلة العليم الاصيل :
ج- الكتاب المدرسي بالتعليم الأصيل :
1- مرحلة أولى، اعتمدت فيها كتب السلف ومجموعة من الكتب الخاصة بالمواد الإسلامية واللغة العربية.
2- مرحلة ثانية ابتدأت مع التوجهات الاصلاحية لسنة 1985، وخلالها تم تأليف كتب خاصة بالتعليم الإعدادي والتأهيلي الأصيلين.
3- الواقع الحالي من خلال المعطيات الإحصائية :
3-1- أعداد تلاميذ التعليم الأصيل خلال الفترة الممتدة بين 1998- 2002.
3-2 توزيع أعداد تلاميذ التعليم الأصيل حسب مراحل التعليم (معطيات يوليوز 2002)
3-3 توزيع مؤسسات التعليم الأصيل وأعداد التلاميذ حسب الأكاديميات الجهوية (معطيات يوليوز 2002)
آفاق التعليم الأصيل
1- اختيارات وتوجهات في مجال الأهداف :
يهدف التعليم الأصيل بجميع مراحله إلى تحقيق الأهداف والغايات الكبرى التالية :
- الحفاظ على استمرار الهوية الإسلامية والخصوصية الثقافية للأمة.
- الحفاظ على استمرار المرجعية العليا للإسلام، والمركزية الكبرى للوحي، والتواصل الأساسي بلغة القرآن.
- الحفاظ على وحدة البلاد عقيدة وشريعة وسلوكا، وصونها من كل أشكال الانحراف والتطرف والتفسخ والتفرق.
- إمداد البلاد بما تحتاج إليه في الداخل، من أطر متوسطة وعالية في مجال العلم بالشريعة، لتدبير أمور المعاش والمعاد وفق شرع الله عز وجل، وإمدادها بما يحقق لها استمرار الإشعاع الحضاري في الخارج، من علماء ربانيين قادرين على الدعوة إلى الله تعالى في إفريقيا التي تعتبر المغرب قبلة لها، وفي أوروبا التي تنتشر بها جالية إسلامية كبيرة.
- إمداد البلاد بالمواطن القوي الإ يمان، ” المتصف بالاستقامة والصلاح” (الميثاق البند 1) المتمكن “من التواصل باللغة العربية لغة البلاد الرسمية تعبيرا، وكتابة” (الميثاق البند 2) المتفتح “على اللغات الأكثر انتشارا في العالم” (الميثاق البند 3).، الجامع “بين الوفاء للأصالة والتطلع الدائم للمعاصرة” (الميثاق البند 4) الممتلك ل ” ناصية العلوم والتكنولوجيا المتقدمة ” المسهم ” في تطويرها” (الميثاق البند 5).
2- اختيارات وتوجهات في مجال الخصوصية :
تتجلى خصوصية التعليم الأصيل، تبعا لمفهومه وأهدافه، في التركيز على كل ما يحقق ” الأصالة” ويرسخها لتبنى عليها “المعاصرة” الراشدة، وأهم ذلك :
- تأسيس التعلم فيه على حفظ القرآن كله.
- اعتماداللغة العربية لغة للتدريس لجميع المواد فيه.
- تدريس العلوم الشرعية كلها بأسمائها فيه، من تفسير وقراءات، وحديث، وفقه، وأصول، وفرائض، وتوقيت، وسيرة…
- جعل المواد، والمناهج، والكتب المقررة فيه، والأطر العاملة به أو المدرِّسة فيه، والنظام التربوي به، منسجما مع طبيعة خصوصيته.
- جعله منفتحا على العالم الإسلامي فكرا، وتاريخا، وجغرافية، ولغات.
3- اختيارات وتوجهات في مجال الجسور مع التعليم العام :
الأصل في التعليم الأصيل أنه أعم من التعليم العام، فكل ما في التعليم العام موجود في التعليم الأصيل ولاعكس. وإنما يختلفان في التركيز على المميز : الأصالة أو المعاصرة.
وذلك جعل الجسور بينهما ممدودة ليس في كل المراحل فحسب، بل في كل السنوات، لاشتراكهما فـــي:
- الهيكلة العامة، من الابتدائي بأوليه وأساسيه إلى الثانوي بإعداديه وتأهيله إلى العالي بما يشتمل عليه.
- نظام الشهادات واعتبار صلاحيتها، من الابتدائي حتى الدكتوراه.
- المواد العلمية، واللغات الاجنبية، والعلوم الإنسانية، في جميع المستويات والسنوات.
- نظام التدريس، والإشراف، والتقويم، والتوجيه، والتسيير.
- اعتماد الوسائل الحديثة في التربية والتكوين.
- الانفتاح على المحيط.
4- اختيارات وتوجهات في مجال الروافد والمسالك :
4-1- توسيع روافد التعليم الأصيل في جميع مراحله وذلك بـ :
- تطوير وتوسيع شبكة الكتاتيب القرآنية…
- تطوير وتوسيع شبكة المدارس الابتدائية.
- توسيع شبكة التعليم الثانوي الإ عدادي.
- اعتماد المرونة عند تحديد شروط الالتحاقبالتعليم الأصيل.
4-2- تنويع فرص التعليم والتكوين أمام رواد التعليم الأصيل وذلك ب :
- تنويع شعب التعليم الثانوي التأهيلي الأصيل، حتى تشمل مختلف التخصصات : الشرعية، واللغوية، والرياضية، والتجريبية، والاقتصادية والإعلامية، والهندسية.
- إحداث جسور بين التعليم العام والتعليم الأصيل في جميع مستويات التعليم، ولاسيما في مستوىا لتعليم الثانوي التأهيلي والتعليم العالي، ليتمكن رواد التعليم الأصيل من الالتحاق بالتخصصات الأخرى، غير الموجودة فيه.
4-3- فتح الباب على مصراعيه أمام رواد التعليم الأصيل لولوج عالم الشغل، سواء بالنسبة للأطر المتوسطة أو العالية.
5- اختيارات وتوجهات في مجال التنمية والتطوير :
5-1- إعطاؤه الأولوية اللازمة في الاهتمام، حتى يلتحق بالتعليم العام :
- على مستوى النصوص التشريعية المنظمة لشؤونه الملزمة برعايته والاعتناء به.
- على مستوى المديرية الخاصة به التي يجب أن تعود لتتكفل بجميع شؤونه.
- على مستوى البنايات الصالحة، والتجهيزات الضرورية، والوسائل والوسائط التعليمية التي تناسب العصر والرسالة المنوطة به.
- على مستوى الأطر التربوية، والإدارية، ومؤسسات التكوين اللازمة لرفع مستواه.
- على مستوى الكتاب المدرسي المناسب له.
- على مستوى المناهج والبرامج المحققة لرسالته المنسجمة مع طبيعته وخصوصيته.
5-2- تشجيع رواده ماديا ومعنويا، بالمنح لغير المقيمين، والداخليات والمطاعم للمستحقين، والكتب والأدوات المدرسية للمعوزين، والنقل عند الاقتضاء للبعيدين، والقيام بحملات إعلامية للتعريف به وبمكوناته وآفاقه، في كل حين.
5-3- استفادته الواجبة مما في الدعامة الحادية عشرة من الميثاق الوطني للتربية والتكوين المخصصة لتشجيع التفوق، والتجديد، والبحث العلمي، كإحداث ثانويات نموذجية، وأقسام تحضيرية، وغير ذلك.
5-4- فتح باب الشراكة وتيسيرسبلها للتعاون على النهوض به وسد حاجاته.