رمضان شهر الصبر
> الصـبر :
قال ابن فارس: “الصاد والباء والراء أصول ثلاثة: الأول الحبس، والثاني أعالي الشيء، والثالث جنس من الحجارة”(1).
قال أبو عبيد: “وأصل الصبر: الحبس، وكل من حبس شيئاً فقد صبره”(2).
قال عنترة :
فصبرت عارفة لذلك حرّة ترسو إذا نفس الجبان تطلّع
يقول: حبست نفساً صابرة(3).
قال الراغب: “الصبر الإمساك في ضيق”(4).
وقال: “وسمي الصوم صبراً لكونه كالنوع له”(5).
قال تعالى: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلَواةِ}(البقرة :45).
قال ابن جرير: “وقد قيل: إن معنى الصبر في هذا الموضع: الصوم، والصوم بعض معاني الصبر عندنا”(6).
> رمضان والصبر :
عن أبي هريرة ] قال: سمعت رسول الله يقول: >شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر<(7).
قال السيوطي: “شهر الصبر هو شهر رمضان، وأصل الصبر: الحبس، فسمي الصوم صبراً لما فيه من حبسالنفس عن الطعام والشراب والنكاحً(8).
قال رسول الله لرجلٍ : >صُمْ شهر الصبر ويوماً من كل شهر<، قال: زدني فإن بي قوة، قال: >صُمْ يومين<، قال: زدني، قال: >صُمْ ثلاثة أيام<، قال: زدني، قال: >صُمْ من الحُرُم واترك، صُمْ من الحُرُم واترك، صُمْ من الحُرُم واترك<، وقال بأصابعه الثلاثة فضمها ثم أرسلها(9).
قال الخطابي: وقوله : ((من الحُرُم)) فإن الحرم أربعة أشهر، وهي التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه، فقال : {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَـابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماوات وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}(التوبة :36). وهي شهر رجب وذي القعدة وذي الحجة والمحرم”(10).
> رمضان مدرسة لتعلم الصبر:
قال ابن رجب الحنبلي: “وأفضل أنواع الصبر: الصيام، فإنه يجمع الصبر على الأنواع الثلاثة؛ لأنه صبر على طاعة الله عز وجل، وصبر عن معاصي الله ؛ لأن العبد يترك شهواته لله ونفسه قد تنازعه إليها، ولهذا جاء في الحديث الصحيح أن الله عز وجل يقول: >كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي<(11).
وفيه أيضاً صبرٌ على الأقدار المؤلمة بما قد يحصل للصائم من الجوع والعطش، وكان النبي يسمي شهر الصيام شهر الصبر”(12).
> أنواع الصبر:
قال ابن القيم: “الصبر باعتبار متعلقه ثلاثة أقسام: صبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها، وصبرٌ عن المناهي والمخالفات حتى لا يقع فيها، وصبر على الأقدار والأقضية حتى لا يتسخطها (13).
رمضان شهر الجود والإحسان والبر والصلة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلَرَسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة(14).
قال ابن حجر: “فيه أن مدارسة القرآن تجدد العهد بمزيد غنى النفس، والغنى سبب الجود، والجود في الشرع: إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي، وهو أعم من الصدقة. وأيضاً فرمضان موسم الخيرت ؛ لأن نعم الله على عباده فيه زائدة على غيره، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤثر متابعة سنة الله في عباده، فبِمجْموع ما ذكر من الوقت والمنزول به والنازل والمذاكرة حصل المزيد في الجود، والعلم عند الله”(15).
من مجالات الجود والإحسان والبر والصلة :
>1- تفطير الصائم:
عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله : >من فطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً<(16).
قال المباركفوري: “قوله: >من فطّر صائماً< قال ابن عبد الملك: التفطير جعل أحد مفطراً، أي: من أطعم صائماً، انتهى. قال القاري: أي عند إفطاره، >كان له< أي لمن فطّر >مثل أجره< أي الصائم” (17).
>2- بر الوالدين وصلة الأرحام:
عن أبي هريرة ] قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: >أمك<، قال: ثم من؟ قال: >ثم أمك<، قال: ثم من؟ قال: >ثم أمك<، قال: ثم من؟ قال: >ثم أبوك)<(18).
وعن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله يقول: ((من سره أن يبسط عليه رزقه، أو ينسأ في أثره فليصل رحمه))(19).
قال النووي: “ينسأ، مهموز أي: يؤخر، والأثر: الأجل؛ لأنه تابع للحياة في أثرها، وبسط الرزق، توسيعه وكثرته، وقيل: البركة فيه” (20).
قال عطاء: “لدرهم أضعه في قرابتي أحب إلي من ألفٍ أضعها في فاقة. قال له قائل: يا أبا محمد، وإن كان قرابتي مثلي في الغنى، قال: وإن كان أغني منك”(21).
>3- الصدقة والإنفاق وغير ذلك من أعمال الخير:
عن أبي هريرة ] قال: قال رسول الله : >كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس، تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها، أوترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة<(22).
قال النووي: “قال العلماء: المراد: صدقة ندب وترغيب، لا إيجاب وإلزام”(23).
رمضان شهر الجهاد والانتصارات والفتوح
>1- غزوة بدر الكبرى:
قال تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}(الأنفال :41).
قال عروة بن الزبير في قوله: {يَوْمَ الْفُرْقَانِ}: “يوم فرّق الله بين الحق والباطل، وهو يوم بدر، وهو أول مشهد شهده رسول الله ، وكان رأس المشركين عتبة بن ربيعة، فالتقوا يوم الجمعة لتسع عشرة ليلة مضت من شهر رمضان، وأصحاب رسول الله ثلاث مائة وبضعة عشر رجلاً، والمشركون ما بين الألف والتسع مائة، فهزم الله يومئذ المشركين، وقتل منهم زيادة على سبعين، وأسر منهم”(24).
>2- فتح مكة:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي خرج في رمضان من المدينة ومعه عشرة آلاف، وذلك على رأس ثمان سنين ونصف من مقدمه المدينة، فسار هو ومن معه من المسلمين إلى مكة، يصوم ويصومون حتى بلغ الكَدِيد -وهو ماء بين عسْفان وقُدَيْد- أفطَرَ وأفطروا(25).
وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا غزوة الفتح في رمضان(26).
>3- عين جالوت:
وقعت معركة عين جالوت بين جيوش التتار بقيادة هولاكو المغولي، وبين جيوش المماليك المصرية، بقيادة الملك المظفر قطز، في يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان عام 658هـ، وانتصر فيها المسلمون انتصاراً عظيماً(27).
>4- وقعة شقحب :
وقعت هذه الوقعة يوم السبت للأول من رمضان من عام 702هـ، واستمرت إلى اليوم الثاني بين التتار والجيوش الإسلامية، وشارك فيها شيخ الإسلام ابن تيمية، وكانت الغلبة فيها للمسلمين.
قال ابن كثير: “وحرّض -أي ابن تيمية- السلطان على القتال وبشّره بالنصر، وجعل يحلف له بالله إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً. وأفتى الناس بالفطر مدة قتالهم، وأفطر هو أيضاً، وكان يدور على الأطلاب(28) والأمراء، فيأكل من شيء معه في يده، ليعلمهم أن إفطارهم ليتقووا على القتال أفضل، فيأكل الناس”(29).
رمضان شهر القرآن والقيام
> القرآن وشهر رمضان:
قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَـاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}(البقرة :185).
عن ابن عباس قال: (أنزل القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا، فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئاً أنزله منه حتى جمعه)(30).
وعنه قال: كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة(31).
قال النووي: “إن مما يؤخذ منالحديث من الأحكام المستفادة: استحباب مدارسة القرآن في هذا الشهر المبارك”(32).
وقال ابن حجر: “وفي الحديث من الفوائد… تعظيم شهر رمضان؛ لاختصاصه بابتداء نزول القرآن فيه، ثم معارضته ما نزل منه فيه، ويلزم من ذلك كثرة نزول جبريل فيه، وفي كثرة نزوله من توارد الخيرات والبركات ما لا يحصى، ويستفاد منه: أن فضل الزمان إنما يحصل بزيادة العبادة، وفيه أن مداومة التلاوة توجب زيادة الخير، وفيه استحباب تكثير العبادة في آخر العمر، ومذاكرة الفاضل بالخير والعلم، وإن كان هو لا يخفى عليه لزيادة التذكرة والاتعاظ، وفيه أن ليل رمضان أفضل من نهاره، وأن المقصود من التلاوة الحضور والفهم ؛ لأن الليل مظنة لذلك، لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية”(33).
> صور من اجتهاد السلف في تلاوة القرآن في شهر رمضان:
قال إبراهيم النخعي: “كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، فكان ينامبين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليالٍ”(34).
وقال سلام بن أبي مطيع: “كان قتادة يختم القرآن في سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث، فإذا جاء العشر ختم كل ليلة”(35).
وقال الربيع بن سليمان: “كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة”(36).
وقال موسى بن معاوية: “رحلت من القيروان وما أظن أحداً أخشع من البهلول بن راشد، حتى لقيت وكيعاً، وكان يقرأ في رمضان في الليل ختمه، وثلثاً، ويصلي ثنتي عشرة من الضحى، ويصلي من الظهر إلى العصر”(37).
وقال محمد بن زهير بن محمد: “كان أبي يجمعنا في وقت ختمه للقرآن في شهر رمضان في كل يوم وليلة ثلاث مرات، يختم تسعين ختمة في رمضان”(38).
وقال مسبح بن سعيد: “كان محمد بن إسماعيل -يعني البخاري- يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليال بختمة”(39).
وقال أبو بكر الحداد: “أخذت نفسي بما رواه الربيع عن الشافعي أنه كان يختم في رمضان ستين ختمة، سوى ما يقرأ في الصلاة، فأكثر ما قعدت عليه تسعا وخمسين، وأتيت في غير رمضان بثلاثين ختمة”(40).
> القيام وشهر رمضان:
عن أبي هريرة ] أن رسول الله قال : >من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه<(41).
قال ابن حجر: “أي قام لياليه مصلياً، والمراد من قيام الليل: ما يحصل به مطلق القيام”(42).
وقال النووي: “معنى ((إيماناً)) تصديقاً بأنه حق مقتصد فضيلته، ومعنى ((واحتساباً)) أن يريد الله تعالى وحده، لا يقصد رؤية الناس، ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص، والمراد بقيام رمضان: صلاة التراويح”(43).
من صور اجتهاد السلف في قيام رمضان
قال علي ابن المديني: “كان سويد بن غفلة يؤمّنا في شهر رمضان في القيام، وقد أتى عليه عشرون ومائة سنة”(44).
> رمضان شهر التآخي والمحبة:
النفوس جبلت على حب من أحسن إليها، وتتجلى مظاهر التآخي والمحبة، في تفطير الصائمين، وهي إحدى حِكم حث الشارع عليها:
عن زيد بن خالد الجهني، قال: قال رسول الله : >من فطّر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا ينتقص من أجر الصائم شيئاً<(45).
وفي إخراج زكاة الفطر مظهر من مظاهر ذلك :
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة(46).
> رمضان شهر المغفرة والعتق من النيران:
ويتجلى ذلك في أعمالٍ ثلاثة:
1- صوم شهر رمضان إيماناً واحتساباً.
2- قيام شهر رمضان إيماناً واحتساباً.
3- قيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً.
عن أبي هريرة] أن رسول الله قال : >من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه<(47).
وعنه ] أنرسول الله قال : >من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه<(47).
إيماناً: أي بدافع الإيمان بالله ورسوله، واليوم الآخر، وأنه حق، لا عن عادة أو تقليد.
احتساباً: أي خالصاً لوجه الله عز وجل(49).
وغاية المغفرة العتق من النار
> رمضان شهر التوبة والتقوى:
عن أبي هريرة ] أن رسول الله : >إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلّقت أبواب النار، وصفدت الشياطين<(50).
قال القاضي عياض: “ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عما يفتحه الله تعالى لعباده من الطاعات في هذا الشهر التي لا تقع في غيره عموما كالصيام والقيام، وكذلك تغليق أبواب النار وتصفيد الشياطين عبارة عما ينكفون عنه من المخالفات”(51).
> رمضان فرصة لأرباب الذنوب للتوبة :
يا من ما كفاه الذنب في رجب
حتى عصى الله في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهمـا
فلا تصيّره أيضاً شهر عصيان(52)
عن أبي هريرة ] قال: قال رسول الله : >رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان، ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجلٍ أدرك عنده أبواه الكبر، فلم يدخلاه الجنة<(53).
> رمضان موسم لتكفير الذنوب والخطايا:
عن أبي هريرة ] أن رسول الله كان يقول: >الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر<(54).
> رمضان مدرسة للتربية على التقوى، وهي حِكمة من حكم تشريع صومه:
قال تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ?لَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(البقرة :183).
قال القرطبي: “قيل: معناه هنا: تضعفون، فإنه كلما قل الأكل ضعفت الشهوة، وكلما ضعفت الشهوة قلّت المعاصي، وهذا وجد مجازي حسن، وقيل: لتتقوا المعاصي، وقيل: هو على العموم، ولأن الصيام كما قال عليه السلام: >الصيام جُنّة ووجاء< وسبب تقوى، لأنه يميت الشهوات”(55).
وقال ابن كثير: “{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} لأن الصوم فيه تزكية للبدن، وتضييق لمسالك الشيطان، لهذا ثبت في الصحيحين: >يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء<)(56)”(57).
عن أبي هريرة ح قال: قال رسول الله : >من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه<(58).
قال ابن المنير: “هو كناية عن عدم القبول كما يقول المغضب لمن رد عليه شيئاً طلبه عنه فلم يقم به: لا حاجة لي بكذا، فالمراد: رد الصوم المتلبس بالزور، وقبول السالم منه”(59).
رمضان شهر الإخلاص والصدق:
عن أبي هريرة ] قال: قال سول الله : >كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عندلقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك<(60).
قال القرطبي: “لما كانت الأعمال يدخلها الرياء، والصوم لا يطَّلع عليه بمجرد فعله إلا الله، فأضافه الله إلى نفسه ولهذا قال في هذا الحديث: >يدع شهوته من أجلي<”(61).
وقال ابن الجوزي: “جميع العبادات تظهر بفعلها، وقلّ أن يسلم ما يظهر من شوب، بخلاف الصوم”(62).
> صور من إخلاص السلف وصدقهم:
قال الفلاس: “سمعت ابن أبي عدي يقول: “صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، كان خزازاً يحمل غداءه فيتصدق به في الطريق”(63).
————–
(1) المقاييس (4/329).
(2) تهذيب اللغة (12/171).
(3) الصحاح (2/706).
(4) المفردات (ص474).
(5) المرجع السابق.
(6) تفسير الطبري (1/259).
(7) أخرجه النسائي في الصيام، باب ذكر الاختلاف على أبي عثمان في حديث أبي هريرة (3408).
(8) شرح سنن النسائي (4/218).
(9) أبو داود (2428) في الصوم، باب في صوم أشهر الحرم، ابن ماجه (1741) في الصيام، باب صيام أشهر الحرم، أحمد (19811).
(10) معالم السنن (3/306).
(11) رواه البخاري في الصوم، باب هل يقول إني صائم إذا شتم (1805)، ومسلم في الصيام باب فضل الصيـام (1151).
(12) جامع العلوم والحكم (1/26).
(13) مدارج السالكين (2/165).
(14) البخاري (6) في بدء الوحي، باب بدء الوحي، مسلم (2308) في الفضائل، باب كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس.
(15) فتح الباري (1/31).
(16) الترمذي (807) في الصوم، باب ما جاء في فضل من فطر صائماً، ابن ماجه (1746) في الصيام، باب في ثواب من فطّر صائماً، والدارمي (2/14) في الصوم، باب الفضل لمن فطر صائماً، وعبد الرزاق (4/311)، وابن حبان في صحيحه (10/491) وقال الترمذي: “هذا حديث حسن صحيح”.
(17) تحفة الأحوذي (3/533).
(18) البخاري (5971) في الأدب، باب من أحق الناس بحسن الصحبة ؟، ومسلم (2548) في البر والصلة والآداب، باب بر الوالدين وأنهما أحق به.
(19) البخاري (5985) في الأدب، باب من بُسط له في الرزق بصلة الرحم. مسلم (2557) في البر والصلة والآداب، باب صلة الرحم، وتحريم قطيعتها.
(20) شرح مسلم (16/114).
(21) مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا (62).
(22) البخاري (2989) في الجهاد، باب من أخذ بالركاب ونحوه، ومسلم (1009) في الزكاة، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل أنواع من المعروف، واللفظ له.
(23) شرح مسلم (7/95).
(24) رواه الطبري في تفسيره (10/9)، وانظر تفصيل الحديث عن الغزوة في سيرة ابن هشام (2/606-633).
(25) البخاري (4276) في المغازي، باب غزوة الفتح في رمضان.
(26) البخاري (4275) في المغازي، باب: غزوة الفتح في رمضان.
(27) انظر تفاصيل المعركة في البداية والنهاية (17/403) ط التركي.
(28) الأطلاب جمع طلب، وهو لفظ كردي، معناه الأمير الذي يقود مائتي فارس في ميدان القتال، ويطلق أيضاً على قائد المائة أو السبعين، ثم عـدل مـدلوله فأصـبح يطلق على الكتيبة من الجيش، انظر حاشية البداية والنهاية (18/28).
(29) انظر تفاصيل الوقعة في البداية والنهاية (18/26) ط التركي.
(30) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (2/145) بسند صحيح.
(31) البخاري (6) في بدء الوحي، باب كيفية بدء الوحي، مسلم (2308) في الفضائل، باب كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس.
(32) شرح مسلم (15/69).
(33) فتح الباري (9/45).
(34) سير أعلام النبلاء (4/51).
(35) سير أعلام النبلاء (5/276).
(36) سير أعلام النبلاء (10/36).
(37) سير أعلام النبلاء (12/109).
(38) سير أعلام النبلاء (12/361).
(39) سير أعلام النبلاء (12/439).
(40) سير أعلام النبلاء (15/447).
(41) البخاري (37) في الإيمان، باب تطوع قيام رمضان من الإيمان، ومسلم (759) في الصيام، باب الترغيب في قيام رمضان.
(42) فتح الباري (4/251).
(43) شرح مسلم (6/39).
(44) سير أعلام النبلاء (4/72).
(45) تقدم تخريجه.
(46) البخاري (1503) في الزكاة، باب فرض صدقة الفطر، مسلم (986) في الزكاة، باب الأمر بإخراج زكاة الفطر قبل الصلاة.
(47) البخاري (1901) في الصوم، باب من صام رمضان إيماناً واحتساباً ونية. ومسلم (760) في صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه، واللفظ له.
(48) البخاري (37) في الإيمان، باب تطوع قيام رمضان عن الإيمان، ومسلم (759) في الصيام، باب الترغيب في قيام رمضان.
(49) انظر شرح النووي على مسلم (6/39).
(50) مسلم (1079) في الصيام، باب فضل شهر رمضان.
(51) نقلاً عن شرح مسلم للنووي (7/188).
(52) لطائف المعارف (ص282).
(53) الترمذي (3545) في الدعوات، باب قول رسول الله رغم أنف رجلٍ، أحمد (7402) ونحوه عند ابن خزيمة (1888) في الصيام، باب استحباب الاجتهاد في رمضان.
(54) صحيح مسلم (333) في الطهارة، باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان.
(55) تفسير القرطبي (2/275-276).
(56) البخاري (5065) في النكاح، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم من استطاع ، ومسلم (1400) في النكاح، باب: استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه.
(57) تفسير ابن كثير (1/219).
(58) البخاري (1903) في الصوم، باب من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم.
(59) نقلاً عن فتح الباري (4/117).
(60) البخاري (5927) في اللباس، باب ما يذكر في المسك، مسلم (1151) في الصيام، باب فضل الصيام، اللفظ لمسلم.
(61) نقله في فتح الباري (4/107).
(62) نقله في فتح الباري (4/107).
(63) سير أعلام النبلاء (6/378).