صحة الأمة ومرضها وموتها
مصير الأمة المتوفاة
الأمم بشكل عام كالأفراد، تنتابها حالات الصحة والمرض والوفاة، ولها أعمار وآجال، وحين تمضي الأمم في مراحل الصحة والمرض والموت، فإنها تسير طبقا لقوانين محددة ومراحل مقدرة تحكمها (الأسباب والنتائج) وتصاحبها (الأعراض والمضاعفات) حتى تنتهي الأمة إلى أجلها ومصيرها المحتوم. وإلى هذه الحقيقة يشير قوله تعالى : {ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لايستاخرون ساعة ولا يستقدمون}(الأعراف : 34).
{وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم، ما تسبق من أمة أجلها وما يستاخرون}(الحجر : 4-5).
لا تتوقف السنن والأقدار عند “إعلان وفاة الأمة ودفنها”، وإنما تستمر في عملها خطوات أخرى، يصفها القرآن الكريم ب “التقطيع في الأرض”، و”الابتلاء بالحسنات والسيئات”، و”الرجوع”، و”الاستبدال” وإلى هذه الخطوات يشير قوله تعالى :
- {وقطعناهم في الارض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك، وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون}(الأعراف:168)
- {ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين}(المؤمنون:42).
- {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}(محمد:38)
أما تفاصيل هذه الخطوات وتتابعها فهي كما يلي :
1- التقطيع والتجزئة :
و”التقطيع” المشار إليه هنا، هو تفكيك عناصر الأمة المتوفاة، وانهيار مؤسساتها،وبعثرتها إلى أقليات متناثرة هنا وهناك.. وحقيقة هذا التقطيع أنه معالجة ل “الصالحين” ومن هم “دون ذلك” ممن نزحوا هاربين خلال إعلان الوفاة والدفن. ذلك أن إنسان ما بعد دفن الأمة الميتة هو إنسان مثقل ب “الأغلال” السياسية، و”الآصار” الثقافية والاجتماعية،التي تراكمت خلال فترات الجمود والآبائية، وأدت إلى وقوعه في أسر صنمية “الأشخاص والأشياء”، فصار يعاني من مرضين :
> الأول : عدم وضوح الرؤية الفكرية، ولذا يعجز عن النظر في (آيات الآفاق والأنفس) أي أحداث الاجتماع البشري والكون، وإنما يراها ملونة بتراث مراحل الجمود والآبائية، تماما كما ترى العين الفضاء الواسع والأشياء المتناثرة فيه ملونة بلون النظارة التي تعلو العين.
> والمرض الثاني : موت الإرادة العازمة، والعجز عن التحرك إلا نحو الحاجات الدنيا، المتمثلة في الغذاء والكساء والجنس، دون التطلع إلى الحاجات العليا المتمثلة في التقدير وتحقيق الذات. ولذلك فهو إنسان غير صالح للرسالة بحالته القائمة، إلا إذا أعيد تشكيل شخصيته، وقام بنقد ذاتي جسور(أو توبة نصوح) من آثار التقليد والآبائية والعجز، وهذا ما يوفره التحرر من أسر مجتمع الولاء ل “الأشياء”، والعيش في بيئة “التقطيع”.
2- الابتلاء بالحسنات والسيئات :
وهذه خطوة مكملة لسابقتها، إذ هي تمرير لإنسان ما بعد الأمة المتوفاة في سلسلة من الخبرات الإيجابية والسلبية التي تدربه على نصرة الحق، والتزام الخير والجمال، ومحاربة الباطل والشر والقبح. فالابتلاء هنا هو إعادة امتحان بزينة الحياة الدنيا ومصائبها، ليتدرب على التحرر من قيودها، وعلى حمل الرسالة من جديد، وهو فرصة لإعادة النظر في الموروثات الثقافية والاجتماعية، لبلورة نموذج مثل أعلى جديد، ونظام تربوي جديد، وتنظيم صفوف “شظايا” الأمة, وتنمية قدراتها على تسخير إمكاناتها البشرية والمادية، لإعادة بعث الأمة الكبيرة الموحدة من جديد.
والنجاح في هاتين الخطوتين -التقطيع والابتلاء- يؤهل الإنسان المبتلى للقيام بعملية “الرجوع” إلى إخراج الأمة المسلمة من جديد، وهو ما يشير إليه جزء الآية القائل : {لعلهم يرجعون}.
3- فقه الرجوع إلى إخراج الأمة المسلمة من جديد :
والمشكلة هنا : في فقه “الرجوع”، وطبيعته، ومظاهره، وطرقه، ووسائله، وأدواته، واستراتيجياته، فهو أيضا تحكمه السنن والقوانين, ويحتاج إلى فقهاءوعلماء مختصين، ويحتاج إلى مؤسسات فكرية وتربوية، ودوائر بحوث ودراسات، ويحتاج إلى علوم جديدة ذات أصول إسلامية، تعي ما يجري في قرية الكرة الأرضية، وتسترشد بالتوجيهات النبوية، من أمثال ما أورده المناوي في كتابه nفيض القدير- عن قوله صلى الله عليه وسلم : “رحم الله من حفظ لسانه، وعرف زمانه، واستقامت طريقته” : فمعرفة الزمان، وتفتيق العلوم اللازمة لمعرفة الزمان وحاجاته وتحدياته، شرط لصوابية طرق التخطيط والتنفيذ في استراتيجية “الرجوع” إلى إخراج الأمة المسلمة من جديد.
ومع أن مؤسسات التربية والفكر والدعوة، تحتاج أن تفرز علوما جديدة، لفهم السنن والقوانين، التي توجه إخراج الأمة، والمحافظة على عافيتها، وكيفية تحويل هذه العلوم إلى تطبيقات عملية في ميادين التربية والإدارة، وفي أخلاق العاملين فيها، ومؤهلاتهم، وعلاقاتهم، إلا أنه يمكن القول : إن الوقوف على السنن والقوانين التي توجه “فقه الرجوع إلى الإسلام”، يستدعي مراعاة الأمور التالية :
< أولا : انسحاب الطليعة الواعية المثقفة التي تحس بمأساة (الأمة الميتة) من صفوف المجتمع الميت، والتوقف عن الاشتغال بالقضايا العامة، بغية التفرغ للقيام ب “توبة” شاملة تبدأ في نفوس المنسحبين ويكون من ثمارها الانتقال من حالة (الحس) إلى حالة (الوعي) بأسباب الوفاة، وبالاستراتيجية اللازمة لإخراج أمة مسلمة جديدة. ويحدد الرسول زمن هذا الانسحاب وغايته، فيقول :
- “إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك، ودعك من أمر العامة” .
والشح المطاع، والهوى المتبع, وإيثار الدنيا، والإعجاب بالرأي الشخصي -كما مر- كلها إشارات إلى صفات الأمة الميتة. فالشح المطاع، دلالة على جفاف “المثل الأعلى”، والهوى المتبع، دلالة موت “القدرات العقلية” التي تميز بين “المثل الأعلى”، و”المثل السوء”، وإيثار الدنيا، دلالة على العجز عن حمل “الرسالة” ومتطلباتها في “الإيواء والنصرة”، والإعجاب بالرأي الشخصي، دلالة على الانغلاق وجفاف “الخبرات الاجتماعية والكونية” وعدم الاستفادة منها في تسخير سنن الكون لتطوير “وسائل” تحقيق “المثل الأعلى”. والتوقف عن الاشتغال ب “أمر العامة” عند ظهور المضاعفات المذكورة، ضرورة لها أهميتها الكبرى.فهو (أولا) يوفر للمنسحب القيام ب “توبة” شاملة تمحو آثار المضاعفات السلبية، التي ضربت “خاصة نفس” المنسحب، طالما نشأ وترعرع في بيئات الأمة الميتة، وتسلم منها موروثاتها الثقافية والاجتماعية، وأنماط التفكير فيها. وثمة أهمية ثانية : إن الانسحاب عامل أساسي في تحقيق عنصري الإخلاص والإصابة لدى العاملين في ميادين التربية والدعوة والإصلاح، فالعمل في هذه الميادين قبل الانسحاب والعودة، يتحول -في الغالب- إلى استثمارات عقائدية وسياسية هدفها مصلحة الأفراد العاملين في ميادين الإصلاح للوصول إلى الجاه والمال والنفوذ لأنفسهم أو أسرهم وعشائرهم.
ويراعى خلال فترة الانسحاب أن يركز المنسحب على تشخيص نفسه لتحري الأمور التالية :
أ) “محور الولاء” عنده، إن كان يدور في فلك الأفكار، أم الأشخاص، أم الأشياء، ثم العمل على تزكية هذا الولاء، وجعله يدور في فلك “أفكار” الرسالة, لأن حقيقة الدوران في فلك “الأفكار” توحيد، وفي فلك “الأشخاص” شرك، وفي فلك الأشياء وثنية.
ب) تزكية “المثل الأعلى لديه، وذلك بمراجعة عناصر : الإيمان، والهجرة، والجهاد, والإيواء، والنصرة عنده، لتستقر على دائرة “الولاء لأفكار الرسالة”، وتستمد محتوياتها منها.
ج) تزكية “الخبرات الاجتماعية والكونية”، وذلك بمراجعة ما تسلمه منها من بيئته المحيطة, أو انحدر إليه من تراث الآباء، مراجعة تستهدف تصويب الخاطئ، واستبعاد الميت الذي مضى من زمنه، والتعرف على الجديدالذي قامت الحاجة إليه، واسترجاع النافع الذي لفه النسيان.
د) تزكية “القدرات العقلية”، وتحريرها من صنمية “الأشخاص”، و”الأشياء”، وإعدادها للنمو والعمل في فلك “أفكار” الرسالة دو ن خوف من “شخص” أو طمع “بشيء”.
ه) تزكية “الإرادات”، وذلك بتحريرها من التوجه إلى “مثل السوء”، لتكون “نبيلة “، وتنميتها إلى أقصى مراتبها، لتصير “عازمة”.
و) تزكية “القدرة التسخيرية”، لتكون قادرة على شهود قوانين الله في الآفاق والأنفس، وتحويلها إلى تطبيقات فاعلة، ووسائل تسهم في تحقيق غايات الحياة ومقاصدها العليا.
ولتكون هذه التزكية -أو المراجعة- فاعلة مؤثرة، لابد من البحث الراسخ المحيط في مصدرين اثنين : الأول : في آيات الوحي في الكتاب والسنة، بغية فقه عناصر الأمة الستة، أي عناصر : الإيمان، والهجرة، والرسالة، والجهاد، والإيواء، والنصرة، والولاية, فقها جديدا يلبي حاجات المرحلة زمانا ومكانا. والمصدر الثاني : في آيات الآفاق والأنفس بغية تشخيص “المثل السوء” الذي أدى إلى انحراف مؤسسات التربية والفكر والدعوة في الماضي، وأسهم في مرض الأمة ووفاتها, ثم بلورة “المثل الأعلى” الجديد، و “الوسائل” اللازمة لتجسيده، وإخراج الأمة من جديد.
ومن البحث في هذين المصدرين، يبدأ المنسحبون في بناء فلسفة جديدة للتربية والاجتماع البشري، وإبراز أهداف جديدة، ومناهج جديدة، ومربين جددا، ومؤسسات جديدة تسهم كلها في إخراج إنسان جديد, وبناء شبكة علاقات اجتماعية جديدة، تعلن ميلاد أمة مسلمة جديدة.
ثانيا : عودة المنسحبين إلى -المجتمع- بغية العمل على “توبة” الآخرين، وتحقيق أمرين اثنين : الأول : استبدال “المثل السوء” الذي أدى إلى مرض الأمة ووفاتها، واستبدال “الخبرات الاجتماعية و الكونية” الخاطئة, وتحرير ” القدرات العقلية” المكبلة بأغلال الصنمية السائدة، وآصار الآبائية المستحكمة. والأمر الثاني : إخراج الأمة المسلمة الجديدة حسب النموذج الذي “فقهه” المنسحبون- العائدون خلال فترة الانسحاب.
ويراعى في إخراج الأمة الجديدة، التدرج في هذا الإخراج حسب التفاصيل التي مرت عند تعريف الأمة في الفصل الأول من هذا البحث. وهذا يعني أن تعمد الجماعات والمجموعات الإسلامية المتناثرة هنا وهناك, في حارات الكرة الأرضية، إلى تكوين “أمم صغرى” في مهاجرها الموقوتة، تتكون كل أمة من عناصر : الأفراد المؤمنين، والهجرة، والرسالة والجهاد، والإيواء، والنصرة، والولاية، حسب المفاهيم والمضامين التي مرت في أعداد سابقة، على أن تكون مقدمة لتجميع هذه “الأمم الصغرى” في “أمة إسلامية كبرى” يكون مهجرها النهائي الدائم هو الأرض التي رسم حدودها إبراهيم عليه السلام، والرسل من ذريته منذ موسى عليه السلام حتى محمد ، وأقاموا مؤسساتها التي صار محورها المسجد الحرام، والحرم النبوي، والمسجد الأقصى.
ثالثا : توجيه “الأمة المسلمة الكبرى” لحمل -الرسالة الإسلامية- ونشر نموذج “المثل الأعلى” الإسلامي بين الأمم الأخرى، بعد أن تعيش الأمة المثل المذكور واقعا قائما، وتجعل منه “جنسية” حية، و “ثقافة” فاعلة متحركة، يستطيع بنو البشر تذوقها وتعشقها حالما تقع أبصارهم على أفراد الأمة “المجاهدين” في سبيل نشرها.
وهذا المنهج -في الانسحاب والعودة- هو ما وجه إليه الله سبحانه رسوله الكريم، حين انسحب من مجتمع مكة قبيل الرسالة، ليتفكر ويتحنث في غار حراء إلى أن عاد إلى الإنسانية بتصور جديد لوجودها، ومراجعة شاملة لموروثاتها الدينية، والاجتماعية والكونية.
ولقد اقتفى أثر الرسول في الانسحاب والعودة، مصلحون كثيرون، من أبرزهم حركة الإصلاح التي بدأها أبو حامد الغزالي، وطبق منهجه عمليا طليعة كبيرة كان لهم الدور الأكبر في إخراج جيل صلاح الدين، وعودة القدس . ولكن أولئك المنسحبين ركزوا في “توبتهم” على “المثل الأعلى” دون “الخبرات الاجتماعية والكونية”، ولذلك اقتصرت نجاحاتهم على تحقيق عنصر “الإخلاص” دون “الإصابة”، أو نقول نجحوا في تنمية “الأمانة” دون “التمكين”. ولذلك نجح -جيل صلاح الدين الذي أخرجوه- في ميدان الجهاد العسكري وتحرير المقدسات، ولكنه لم ينجح في تطوير النظم والمؤسسات التي تضمن استمرارية الحضارة الإسلامية وفاعليتها، فخلفهم خلف عادوا للموروثات الخاطئة في الإدارة والحكم، والذي وحده جيل صلاح الدين، عاد -جيل أبنائه- وقسموه ميراثا بين أولئك الأبناء. وكذلك أصاب الخلل حركات الإصلاح نفسها، التي ضربها الانشقاق المذهبي، والآبائية، وانتهت إلى موروثات الدروشة والطرق الصوفية.
هذه خطوط عريضة أولية في “فقه الرجوع إلى الإسلام”، و إذا لم تراع هذه الخطوط، فسوف يكون “رجوعا” سطحيا، متشنجا، أو خنوعا ينتهي إلى العصبية المذهبية، والحزبية أو الدروشة الطرقية، وسوف يقتصر “الرجوع” على ما يظن أنه “أشكال صالحة” بدل “الأعمال الصالحة”، أو ما يظن أنه “سنة الرسول” بينما هو “سنة الحُمس”(1). .
4- استبدال الأمة المتوفاة :
ولكن، قد تخطئ الجماعات “المقطعة” في الأرض استراتيجية “الرجوع إلى الإسلام”، وإخراج الأمة المسلمة من جديد، ثم يكون من نتائج هذا الخطأ أن لا تحسن فقه “الابتلاء بالحسنات والسيئات”، و”الخيرات” الإيجابية والسلبية التي تمر بها في بيئات “التقطيع”, وبالتالي لا تحسن إخراج الأمة المسلمة من جديد، حتى تصل إلى حالة “الفناء”. والفناء نهاية مأساوية يشير إليها قوله تعالى : {فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين. ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين. ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون}(المؤمنون : 41-43).
ف “الغثاء”، بقايا ونفايات بشرية خاوية، تعيش على هامش مجرى الاجتماع الإنساني، كدويلات وأقليات متناثرة، وثقافات هامشية تراثية (أثرية). وليس فيها قابلية البعث من جديد، والإسهام في حمل الرسالة، فلا هي مستعدة للتضحية، ولا قادرة على التحرر من رق الشهوات الفردية، والولاءات العصبية، وأبرز صفاتها هو (الوهن) أي حب الدنيا وكراهية الموت والتضحية، حسب تعريف رسول الله ، فهي تخاف من تكاليف الحرية، وتجبن عن مجابهة الظلم، في الداخل، وصد الغزاة من الخارج، بل إن هذا الجبن يصبح عند “الغثائيين” مرادفا للحكمة والتعقل. ولذلك ترحل (الرسالة) لتزكية خامات بشرية جديدة مازالت تحتفظ بفطرتها المعافاة من “الوهن”. وحين تكمل تزكية هذه العناصر الجديدة، تبدأ دورة أخرى في بناء أمة جديدة، تتسلم إمامة الإرشاد في الأرض، وتبدأ دورة الإصلاح من جديد بقوة ونشاط، يتطابقان مع مستوى “المثل الأعلى” الذي تطرحه المؤسسات التربوية، التي أسهمت في تربية الأمة الجديدة. وإخراج هذه الأمة الجديدة لتحل محل الأمة الميتة هو ما يشير إليه قوله تعالى:
{إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم}(التوبة : 39).
ولعله من المناسب أن نقول : إن هذه السنن والقوانين في التعذيب والاستبدال هي التي وجهت تعاقب الأمم الإسلامية من العرب المسلمين، والفرس المسلمين، والسلاجقة، والزنكيين, والأيوبيين, والمماليك, ثم الأتراك العثمانينن. فقد رحلت الرسالة الإسلامية من الأمة السابقة إلى اللاحقة، واستمرت في كل أمة من هذه الأمم، مادامت تقوم بتكاليف الرسالة، حتى إذا اثاقلت إلى الأرض، استبدلها الله بالتي تليها.
—-
1- الحُمس : اسم أطلقته قريش على نفسها وعلى أحلافها في الجاهلية ومعناه : أهل الحرم، وكان يحرم على الزوار الذين يفدون إلى الحج والعمرة أن يأكلوا من طعامهم الذي جاؤوا به إلا طعام الحمس.. واليوم يخرج على المسلمين حمس جدد ليقولوا إن السنة هي أن يلبس المسلمون أثوابهم ويقتدوا بأشكالهم ويمارسوا عاداتهم.
د.عرسان الكيلاني