ما بال أناس يُخْسِرون الميزان؟
ما بالهم ظمأى ويعرضون عن الشّرب؟
لماذا يئدون صوت الحق في أعماقهم؟
لماذا يديرون ظهورَهم لبلدهم وينعتونه بتفريخ المجرمين؟
ولأن في كل ذي كبد رطبة أجر، فإنه يحزنك حالهم وأنت تنظر وتسمع لقولهم.
فهذا يخاطب المشاهدين بوجه عبوس قمطرير، وقد عض أنامله غيظا على ما فيه غيره من النِّعم. وهذا آخر يتحدث مهاجما يحسب كل صيحة عليه. وتلك تتطاول وترمي بشرر قد ألْهَبَ نارا في صدورهم أطفأت جذوة الحياء فيهم.
لذلك كان حريا بذي العقل السليم المستقيم أن لا يحزنه قولهم وإنما يحزن عليهم ويألم لحالهم، إذ يستغشون ثيابهم ويضعون أصابعهم في آذانهم صدّاً لنداء الإيمان القادم من دواخلهم، أفلا يعلم هؤلاء أن للدين ربّاً يحْمِيه.
ورغم السموم التي يحقنون بها الضمائر الساذجة ورغم الأشواك التي يزرعونها، فلازلنا ندعوهم لبر الأمان، وكم نسعد إن هم أقبلوا يستسقون، ويغترفون من هذا النبع العذب.
وإلا..، فهل ينظرون إلا أن يُصدِرَ الرعاء؟
زينب أبياط