نظمت جمعية النبراس الثقافية “ندوة المجتمع الربيعية” بوجدة يومي 8/7 ماي 2005.، وكان البرنامج كما يلي :
- كلمة الجمعية قدمها الدكتور حسن حالي تحدث فيها عن دواعي اختيار الجمعية موضوع الاصلاح لندوتها الربيعية السنوية.
- وكانت محاضرة الافتتاح بعنوان : الحركة الاصلاحية في فكر مالك بن نبي سؤال الفكر والمنهج والفعالية ألقاها ذ. محمد البنعيادي.
وحملت الجلسة الأولى محور الإصلاح والتاريخ، تدخل خلاله ذ. يحيى بولحية في موضوع : التجارب الإصلاحية في المغرب خلال القرن 19. ثم ذ. مصطفى شعايب في موضوع الإصلاح من منظور حضاري.
أما الجسلة الثانية التي كانت عن الخطاب الديني ومشاريع الاصلاح فقد تحدث فيها د. عمر آجة عن مطالب تجديد الخطاب الديني في الزمن الراهن. ود. أحمد أبركان عن مشروع تدج الإصلاح من خلال كتابات محمد عمارة.
وفي الجلسة الثالثة والأخيرة التي خصصت لمشاريع الاصلاح فقد أجاب د. محمد بنوهم عن السؤال : هل تصلح الحداثة لإصلاح الأوضاع في العالم الإسلامي؟
كما تقدم ذ. سمير بودينار بقراءة في المشاريع الغربية الراهنة لإصلاح للمجتمعات العربية.
الورقة التمهيدية للندوة :
شكل مقصد الإصلاح آلية أساسية من آليات تجديد الدين في الواقع الإسلامي ومن خلاله تجديد واقع المجتمع ومنهج الخطاب. وقد كانت الحركة الإسلامية حتى القرن 19 قائمة على مفهوم الإصلاح، محققة له، مهما كان الإفساد فالإصلاح لم يقف في وجهه إلا جهاز السلطة الذي كان عاملا داخليا في عرقلة المشاريع الإصلاحية في أغلب الأحيان. هكذا كان الفعل الإصلاحي في يقظة ذاتية ونمو داخلي تؤطره العقيدة والمذهبية التحررية والفكرة الأصيلة. لكن بعد صدمة الغرب مع بداية القرن 19 والاختراق الفكري الذي اقتحم منظومتنا التصورية ونخبنا المفكرة وكذا الاحتلال العسكري الذي عطل سيادتنا ووحدتنا أصبح المشروع الإصلاحي أمام عائقين ومعركتين: معركة التقاليد والسلطة من جهة ومعركة الحداثة العلمانية المتوحشة من جهة أخرى. هكذا ارتبكت الحركة الإصلاحية وضاع المشروع الإصلاحي وسط مفردات معجم شابه الدخيل والعليل. إذ أصبح الخطاب يتحدث عن مفاهيم ملتبسة كمفهوم البعث والتقدم والتغيير والثورة وغيرها من المفاهيم ذات المرجعية الغربية بعيداً عن حقيقة مفهوم الإصلاح الذي يعني احترام الأصول وطلب الهوية مهما كان عمق التجديد. وقد ازداد مفهوم الإصلاح اغترابا في واقعه مع توظيفه من طرف المؤسسات الحاكمة ومشروع الاحتلال الأمريكي للعالم. إن توظيفه أفرغ القضية من قوتها ومحتواها. وإن هذا الانزياح المصطلحي والانقلاب المفاهيمي أفرغ العمل الإصلاحي من إطاره كصيرورة مقصدية لذاتها أي من حاجة المجتمع نفسه إلى الإصلاح، إلى ضغوطات ومطالب سياسية خارجية.
في هذا الإطار تأتي هذه الندوة السنوية سعيا وراء المجتمع المسؤول الذي تنشده جمعيتنا من منطلق منهج الثقافة البانية الذي تنهجه.