جمالية التحرير واسترداد إنسانية المرأة
- ترسيخ فعل الإيمان في النفس -استشعار المسؤولية
إن واقع القصعة الذي تنبّأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما تعيشه الأمة من فقدان كل مقومات الصمود ومقاومة التحديات، هو نتيجة طبيعية للسقوط الأخلاقي والانهيار الحاصل في مختلف الميادين، وما ترتب عن ذلك من انسلاخ عن الهوية والأصالة، ومن فقدان الشعور بالانتماء الحضاري. الأمر الذي يدعو إلى تضافر الجهود ومضاعفتها للمزيد من البحث عن المعوقات التي تحول دون نهوض الأمة من جديد، واستعادة فاعليتها الحضارية. فرغم استشعار الإنسان المسلم بضرورة العودة إلى إسلامه، وتشبثه بشعائره ، وامتداد الصحوة الإسلامية وانتشارها بين الشباب، إلا أن كل هذا لم يسعف على تمثل الإسلام حقيقة سلوكية في المجتمعات الإسلامية، وعلى اعتبار القرآن الكريم دستورا إلهيا يغيرمجرى الحياة والتاريخ. من هنا كان أي إصلاح من خارج روح القرآن ورسالته لن يبوء سوى بالفشل، ومزيد من السقوط والتخلف، يقول تعالى : {والذين يُمَسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين}(لأعراف.170). ذلك أن مظاهر الفساد والتطبيع تحفر بأناة وصبر وخبث في عمق المجتمعات الإسلامية وأفرادها، تجعلها تتقبل كل شيء دون وعي، بل تتقبله أحيانا بوصفه ضرورة لا غنى عنها.كما أن المحاولات المستمرة لتدمير الشخصية المسلمة بشتى الطرق، وإغراقها في مستنقعات الضياع والبطالة واللهو، ومختلف الحلقات المفرغة، {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون}(النور.9)، جعلتها تتنازل ببساطة عن كرامتها الإنسانية {ولقد كرمنا بني آدم} (الإسراء. 70)، ولن تتمكن من كسبها من جديد إلا بهدي وتبصر بالقرآن الكريم.
ومن خلال قراءات متكررة لهذا الواقع، وما يرزخ فيه من تعقيدات، ارتأيت أن دور المرأة فيه خطير، بل إن دورها في اعتقادي قد يكون الحد الفاصل الذي يحدد طبيعته،(أي طبيعة الواقع) وما يعيشه الفرد في ظله من فساد وتسيب وظلم وانسلاخ.
ففي ظل هذا الواقع المتأزم الذي تعيشه المرأة اليوم، نجد أنها في حاجة، أكثر من أي وقت مضى، إلى إيقاظها من الاستغراق من وهدات القضايا الوهمية أو المشكلات الفارغة، وتكثيف الجهود لتنبيهها إلى عدم اختزال كينونتها إلى مجرد زينة عابرة، وإلى وضعها في الطريق السليم من أجل إعادة صياغة شخصيتها عمليا وفكريا، وتوجيهها وفق تربية إيمانية متكاملة، منبثقة من القرآن الكريم بما يلائم كينونة وجودها، وطبيعة مهمتها الإنسانية في الأرض، من أجل تجاوز واقعها المليء بالإحباطات والتناقضات والإكراهات(والإغراءات أيضا) المادية والمعنوية، والتي تغرقها أكثر في مستنقعات التبعية والتقليد والخرافة والاستلاب والتغريب، و استعادة الشخصية الفاعلة، المسترشدة بهدي الإسلام الذي أحدث انقلابا شاملا في الحياة البشرية كلها، سواء على مستوى الممارسة والسلوك، أو على مستوى الفكر والتصور، والذي استطاع الإنسان -رجلا أو امرأة- في ظله أن يتحرر من كل ما يعوقه عن الانطلاق في تحقيق خلافة الله في الأرض، وإعمارها بالخير والنماء . وذلك من أجل ربط الصلة بمقومات رقينا التاريخي، واستعادة دورنا في الحياة، باستثمار طاقات وقدرات تُهدر في مجالات تافهة وسلبية، وإعادة النافرين والمتسللين إلى دائرة الوجود الحضاري الفاعل.
وبما أن الشخصية هي الصورة التي تظهر بها الذات الإنسانية من خلال تفاعل عدة عوامل ومقومات ذاتية مع العالم الخارجي، والتي تتجسد سلوكا ومواقف وممارسات، فإن المحاولات المستمرة لإصلاحها وفق التربية الإيمانية المسترشدة بهدي القرآن الكريم يجب ألا تتوقف، كي تستطيع المواجهة والمقاومة والبناء من جهة، وخاصة في خضم هذه الحفريات المستمرية لمسخها وتشويهها، وتقديم النموذج الأمثل للإنسان المسلم من جهة أخرى.
وتتكون الشخصية الإنسانية من عدة عوامل يكون لها أشد التأثير وأبلغه على تشكيلها، منها الغريزة والببيئة والوراثة والتربية(1). والشخصية الإسلامية هي تلك التي تتسم بسمة الإيمان، وتصبغ بالصبغة الربانية بالتزامها بحدوده ممارسة وفكرا وتصورا، يقول تعالى : {صبغة الله ومن أحسن صبغة}. وعلى المرأة المسلمة أن تعي هذه العوامل والمكونات، وتعمل على فرض إرادتها وتوجيهها الوجهة الإسلامية المحققة للرقي والتقدم . ولن تستطيع ذلك إلا إذا أعادت بناء شخصيتها بمقومات أساسية تكتسبها وتميزها عن غيرها، وتدفعها لتحقيق النهضة والسمو الحضاري.
وربما كان تحديد مفهوم البناء مسعفا على توضيح الرؤية التي ننطلق منها. فمفهوم البناء من المنظور الإسلامي هو تلك “التراكمات الأخلاقية التي تهدف إلى عمليات التغيير في سلوك الإنسان وفكره وتصوره نحو الأفضل والأحسن، التي تحقق مقاصد الشارع من قضية الاستخلاف في الأرض، الشاملة لطاقات الإنسان وقدراته المادية والمعنوية”. وهو من خلال هذا المفهوم عمليات تغييرية مستمرة في أسلوب حياة الإنسان وطريقة فكره ومستوى أداء عمله نحو التقدم والتحسين والتنمية، يقول تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}(الرعد : 11). فالتغيير هنا من دلالاته بناء النفس الإنسانية بناء يحقق مهمة الاستخلاف وتعمير الرض، واستثمار الكون.ومن هنا كان الربط بين العمل والتكليف ومهمة الاستخلاف في قوله تعالى: {ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون} (يونس : 14).
ومن خلال هذا التحديد ندرك أن إعادة بناء شخصية المرأة وفق التصور الإسلامي ومنهجه الرباني لن تؤتي أكلها إلا من خلال التركيز على أسس ثلاثة :
أولا : جمالية التحــــرير واستــرداد
إنــسـانية المـــرأة :
من المحاور الأساسية التي دارت عليها سور القرآن الكريم محور التوحيد والعبودية لله وحده. وهذا يعني أنه كلما فهم الإنسان مدى عبوديته لله وسما مفهوم التوحد في نفسه، كلما حقق في هذه النفس مفهومها التحرري الصحيح. و رغم كثرة الدعوات المستمرة لتحرير المرأة، في عصرنا الحديث، ومحاولات إخراجها من تخلفها ومعاناتها، وما حققته من نجاح لا ننكره، في مختلف المجالات، فإن واقع المرأة يكشف عن وضعية ماسخة لها، وعن عدم امتلاك ذاتها، وانغماسها في عبوديات مختلفة. أبرز مظاهرها، اهتماماتها الهامشية التي لا ترقى إلى مستوى إنسانيتها ورساليتها في الحياة. ومن أبرز مظاهرها أيضا عبوديتها لجسدها، بالانكباب على تزيينه، وتقديمه في سوق العرض والطلب. وهدر طاقات وإمكانيات في التركيز على الانشغال بانحناءات الجسد. ونظرة عابرة لأغلب الإنتاجات الفنية والأدبية( المكتوبة والمرئية)، أوالمنتوجات التجارية مثلا تجد أنها تصب في ميدان الجسد وصناعة تزيينه، وفرض حضوره بشكل مهين ومقزز للمرأة المعتزة بأنوثتها وإنسانيتها، والمدركة لآفاق تحررها. ويؤسفني أن أعلن بأن المرأة رغم تعليمها وتقليدها مناصب عدة، إلا أنها ما زالت ترسف إما في مظاهر التخلف والجهل والخرافة، وتعيش في ظل مفاهيم خاطئة ومبتورة لبعض النصوص الشرعية، من مثل “وقرن في بيوتكن” و “ناقصات عقل ودين” . وإما تحولت إلى عبوديات أخرى تسربت إليها من الفكر الغربي، فأصبحت ترسف في أغلال التغريب والاستلاب والاستغلال، فتحررت من تراكمات المفاهيم الخاطئة لتنتقل إلى مفاهيم لا تقل خطورة عنها. هذا بالنسبة للمرأة المتعلمة، أما المرأة الأمية، فإن واقعها أمر، ولذلك يمكن أن نضيف إلى ما ذكرناه من عبوديات عبودية الأمية والفقر والتهميش وغيرها التي تفوق فيها صاحبتها المتعلمة. وبصفة عامة، فإن واقع المرأة ينبئ عن خلل ناتج عن غياب فعل التحرر منه. ولن تستطيع ضبط هذا الواقع إلا إذا حررت عقلها، واستقام فكرها. لأن تحرر العقل من الخرافة والجمود و التقليد والتبعية يدفعها إلى التأمل والتدبر، ونبذ أشكال العبوديات، وعدم الانسياق وراءها دون وعي أو بصيرة. كما أن استقامة الفكر واتزانه يدفعها إلى الوعي بحقوقها وواجباتها، والأخذ بأحكام الشريعة، وتطبيقها في حياتها باعتبارها كلا واحدا لا يتجزأ، فتسترد إنسانيتها المتدحرجة بين الأقدام، وتمارس الحرية بمفهومها الحقيقي، والتي تمدها بقوة فاعلة ومحركة لبناء شخصية متوازنة مع ذاتها الفردية والجماعية، تمتلك القدرة على تغيير الواقع، وتحسين وضعيتها المادية والمعنوية.
إن الوعي بقيمة التحرر ينشئ من المرأة شخصية فاعلة، معتزة بأصالتها وجذورها، متطلعة إلى الاستفادة من مختلف الخبرات الإنسانية، لإثبات حضورها، وتفعيل مشاركتها في مجالات الحياة حسب إمكانياتها وقدراتها. فتستطيع فهم رسالتها في الحياة، وتأديتها على الوجه الأكمل، وفي الوقت نفسه لا تسمح لأي كان من استعبادها، أو التعدي على حقوقها. نريد للمرأة أن تعيد بناء شخصيتها على أساس متحرر من كل عبوديات مختلفة، لأن المرأة في أغلب مجتمعاتنا قد اختزلت اهتماماتها في شكلها فقط، أي في جسدها، وفقدت الاهتمام بغير ذلك، إلا ما فرض عليها فإنها تمارسه دون إخلاص أو اقتناع، الأمر الذي أدى إلى هبوط مهول في مستوى الأداء، وأدى إلى ممارسة لا واعية للهدم وإبادة مختلف عوامل التحرر والعزة والكرامة.
ثانيا : تــــــــرسيـــــخ فعل الإيـمــــان
فـــــــــي النـفــــس :
إن تنمية العلاقة بين المرأة وخالقها، وترسيخ الإيمان به في نفسها له أثر بالغ على تشكيل شخصية مطمئنة، لا تقع فريسة لأي صراعات نفسية، وتواجه كل ما يعترضها من صعوبات وتحديات. لأن الإيمان مصدر كل سلوك سوي ينبع من النفس الإنسانية، وهو البوصلة التي تسترشد بها في كل تصرفاتها ومواقفها وأعمالها، يقول تعالى : {ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها}. وللأسف فإن المرأة المسلمة اليوم فقدت، أو كادت أن تفقد هذه البوصلة، لأنها تعيش في معزل عن دينها، رغم ممارستها له من خلال ما تؤديه من شعائر دون روح، إلا من رحم الله، الأمر الذي أوقع خللا في شخصيتها، وانفصاما بين الواقع والتصور، والفكر والممارسة. وأبعدها عن تحقيق قوله تعالى : {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}. من هنا كان تفعيل الإيمان في حياة المرأة قضية أساس، تُخرج الدين من كونه مسألة شخصية إلى اعتباره منهجا متكاملا يتغلغل في نسيج الممارسات الإنسانية المتعددة. وفي هذا المجال، يستوقفنا ضرورة تصحيح مفهوم العمل في نفسها، أي عمل، من أجل ترسيخ الإيمان، والسمو بالنفس. لأن العمل في المفهوم الإنساني يحمل كل معاني العبادة الحقة. والمرأة يجب أن تدرك أن العمل الذي يقوم به الإنسان في الدنيا، مهما كانت الاستفادة المادية أو المعنوية منه، أو عدمها، فإنه عمل تعبدي، سوف تثاب عليه، وأن أصل الصلاح والفساد في الأرض ينبني على ما يقدمه الإنسان من عمل يقول تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس}الروم : 41).
وهذا المفهوم ينمي درجة الإيمان في نفسها لأنها تستشعر بأنها في معية الله في كل أحوالها. والتيقن بهذه المعية يضفي توازنا وانضباطا على كل الأعمال التي تقوم بها شرط توفر الصدق والإخلاص والإحسان فيها، كما يدفعها لتحقيق الصلاح فيها. ومن أهم الوسائل لترسيخ الإيمان في النفس تنمية الخلق الحسن فيها، وذلك من خلال: التمكن من مدلولات الأخلاق وآثارها في النفس والمجتمع، مباشرة الأعمال الصالحة المساعدة على تنمية الإخلاق وتقويمها، مجاهدة النفس وتدريبها على الخلق الحسن، القدوة الحسنة أو المثال الذي يجب احتذاؤه. فهذه كلها وسائل مساعدة لبلوغ الإيمان أغوار النفس والوجدان، وإدراك اليقين، ولاستعادة إنسانية المرأة، واستجابتها لعوامل الإحياء، يقول تعالى: “استجيبوا لله إذا دعاكم لما يحييكم”.
ثالثا : استشعار المسؤولية :
إن الخير في هذه الأمة لم ينقطع، ولن ينقطع إلى ما شاء الله تعالى. فهي تحتوي على أعداد هائلة من النساء والرجال الملتزمين بطاعة الله. لذلك يبرز تساؤل مؤلم: إذا كان الأمر كذلك، وإذا كان الحل في الرجوع إلى الإسلام، فلماذا كان هذا حالنا؟؟.. إن استقراء بسيطا لواقع الأمة، يجد تفلتا مهولا من المسؤولية، رجالا ونساء. وما دمنا بصدد الحديث عن المرأة، فسوف يتم التركيز على مدى مسؤليتها عن هذا الواقع.
إن أعدادا هائلة من النساء تدخل في إطار الطاقات الخاملة والعاجزة عن العطاء المنتج. أعدادا من النساء مقيدة بسلاسل من الجهل والتخلف والاتباعية والاتكالية، نخرت الغثائية والسلبية والهامشية فاعليتها، فأصبحت أرقاما منسية لا تخرج عن كونها تكثيرا لسواد الصالحين، وغيابا، أو تغييبا، لطاقات المصلحين، ولذلك كان هذا حالنا. من هنا كانت الدعوة إلى إشعار المرأة بخطورة رسالتها، ودورها، واستشعار مسؤوليتها تجاه نفسها ومجتمعها وأمتها، وتجاه الإنسانية جمعاء، ودعوتها إلى الكف عن تمييع مهمتها، وحصرها في اهتمامات هامشية تافهة. وأول مجال يجب الوقوف عنده، والتأكيد على خطورته وأهميته في بناء شخصية الأمة بأكملها، مجال الأمومة. إننا نحتاج إلى تصحيح نظرتنا للأمومة ومهمتها الخطيرة في البناء والتوجيه والتربية، واعتبارها على رأس المهمات التي تحتاج إليها الأمة لاستعادة فاعليتها، لأن العالم كله في حاجة إلى لمسة المرأة الأم، وإرجاعها إلى نطاق صياغة إنسانية الإنسان، أي إلى مصدرالتغذية الإنسانية الغنية بأصناف الحنان والرحمة والحب والعطاء، ليتزود منها بقطرات تعينه على مجابهة الماديات الطاغية والقسوة والظلم. وما جفت منابع الخير والرحمة من العالم كله إلا بعدما ابتعدت المرأة عن إرضاعها بنيها وإقناعها بتجفيف ثدييها وحجبهما عن طفلها بدعوى المحافظة على الجمال، أو بدعوى ضرورة تركه من أجل العمل، أو من أجل أسباب مختلفة، متناسية أن الطفل هو عماد المستقبل، وأن كل أم إذا ربت أبناءها تربية سليمة واعية مسؤولة، تغيرت المجتمعات، وارتقت، وتضاءلت مظاهر الفساد والانحلال فيها، أليس الإسلام قام وانتشر على أيدي الأطفال الذين تربوا في حضن الدعوة الأولى، وكان منهم القادة والجنود الذين فتحوا العالم بالخير وصنعوا أولى بذرات الحضارة الإنسانية الحقة. إننا يجب أن نولي الأم عناية فائقة وخاصة، لأنها إما أن تكون بانية الأجيال، إذا وعت دورها وخطورته ووجهته الوجهةالسليمة، أو هادمة لما تبقى من مقومات وعناصر الحضارة القائمة على الإنسانية الحقة.
إن حصر اهتمامات المرأة اليوم، سواء كانت أما أو زوجة أو ابنة في أمور تافهة، أو هامشية نتج عنه تعطيل لطاقات مهمة، ويرجع ذلك إلى طبيعة الثقافة التي تربت في حضنها، سواء من خلال الفضائيات أو من خلال قنوات ثقافية أخرى، سرّبت مفاهيم وقيما لا علاقة لها بإنسانية الإنسان. و الاهتمام بهذه الثقافة المشَكلة لجانب كبير من شخصيتها خطوة كبيرة لتصحيح بناء هذه الشخصية. من هنا يمكن القول بأن هذا البناء لن يرتفع إلا بوضع اللبنات الأولى لذلك، ومن أولها تنقية الفضاء الذي يسبح فيه فعل القراءة في واقع الأمة بصفة عامة . القراءة المحركة للإبداع والعطاء، وليست الدافعة إلى الاستهلاك والتبعية والتقليد والتغريب. وهذا ما ينمي الإحساس بالمسؤولية عند المرأة، سواء مسؤوليتها تجاه ربها أولا، ثم نفسها أو مجتمعهاأو أمتها، ومسؤوليتها عن ذلك كله.
———————-
1 – انظر : بوح الأنوثة : أم سلمى (سعاد الناصر) سلسلة شراع . العدد 28 . 1998. ص 67-77.
دة.أم سلمى