أبواب تُفتح لفيض الرحمات والنفحات في يوم الحج الأكبر، فتحيي القلب بقية العمر، فيتذوق المسلم نعمة الحياة في رحاب القرب من الله، ويتنعم بأفضل ما يتنعم به المتنعمون، نعمة الاعتكاف في أيام معدودات على محبة الله، وذكره وشكره وتعظيمه.
إنه الموطن الذي تُستمطر فيه رحمة الله، ويرحب فيه عفو الله، ويقصد فيه وجه الله الكريم الرحيم، فيُظهر العبد فيه أقصى ما يمكن من الفاقة والحسرة، والندم والتوبة.
عن جابر بن عبد الله] قال : قال رسول الله : “ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول : أنظروا إلى عبادي، جاؤوني شُعثا غبرا ضاحين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عذابي، فلم يُر يوم أكثر عتقا من النار من يوم عرفة” رواه أبو يعلى والبزار وابن خزيمة وابن حبان.
إنه يوم العتق من النار، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي قال : “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو عز وجل ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء؟”.
إنهم يا رب أرادوا أن تسامحهم وترحمهم، وتغفر لهم وتتجاوز عنهم بجودك وفضلك ومَنِّك وكرمك يا أكرم الأكرمين، ويا أجود الاجودين، وحينئذ يصاب إبليس بالإبلاس والإفلاس.
عن أبي الدرداء ] أن النبي قال : ما رئي الشيطان يوما هو فيه أصغر، ولا أدحر، ولا أغيظ منه يوم عرفة”. رواه الحاكم.
لأنه يرى الله يغيث المستغيثين ويعطي السائلين، ويرحم المسترحمين.