عبد الحميد من أحضان الراهبات إلى رحاب الإسلام
حي ينام بين قبرين…. وحدهم الأموات قبلوا عبد الحميد بينهم، بعد أن لفظه الأحياء، كان ينام عند الأبواب، فتركله الأقدام، وتسلقه الألسنة الحداد.. تخلت عنه أمه بعد ولادته، ربته الراهبات، ومن ملجإ إلى آخر، إلى أن لفظه آخر ملجإ بعد بلوغه سن 18 سنة… باع السجائر بالتقسيط، مسح الأحذية.. وبفضل أحد المحسنين، ولج معهد التكنولوجيا التطبيقية ـ النرجس ـ بفاس، نجح، ولكنه لم يستطع متابعة دراسته للحصول على دبلوم مقاولات البناء بنفس المؤسسة، لأنه لم يستطع أداء واجبات التأمين.
يسرد الشاب عبد الحميد الرجاء في الله (بطاقته الوطنية 65918 va) سيرته ورحلته مع التشرد اللاإرادي…يضحك إلى حد السخرية والتهكم، و”كثرة الهم تضحك”، نظراته معاناة، وضحكاته تحد لواقعه المر، وإصراره على عدم الضعفوالاستسلام… يزفر زفرة حرى : “لقد أسلمت.. نعم أسلمت، فقد ربتني الراهبات… سميت نفسي عبد الحميد الرجاء في الله.. نعم الرجاء في الله !”.
الشاب لا يتسول.. بل يحمل رؤية ومشروعا لاعادة تأهيل المشردين تشردا لا إراديا، وذلك عبر خلق هيئة وطنية تعنى بهم.. يجوب الشوارع والمدن ومؤسسات المجتمع المدني، للحصول على توقيع المتضامنين وكل همه أن يرى مشروعه ا لنور.
فقبل أن نلج بيوتنا الدافئة، ونتخم معداتنا، ونسترخي على أسرّتنا الوثيرة، ونحتفل بعيد رأس السنة الميلادية، ونرتدي آخر الموديلات…
علينا أن نتذكر عبد الحميد، النائم بين القبور، ومشروعه من أجل المشردين كلهم، وفوق كل هذا من أجل كرامة هذا الوطن.
الشاب المشرد لا يملك بيتا ولا عنوانا… يستقبل اقتراحاتكم ورسائلكم على بريده الالكتروني:
ذة.نبيلة عزوزي