يعتبر حديث الساعة… الذي هو الحج إحدى المواضيع الهامة التي تشغل بال الأمة الإسلامية، هذا الحدث العظيم الذي يجسد طابعا مميزا وفريدا من نوعه على كل المستويات، سواء منها ذلك التعاطف الأخوي، والتآزر الجماعي الذي يتشكل هنا وهناك، كما يتميز أيضا بذلك الدعاء الذي وإن كان يختلف من داع إلى داع إلا أن تلك الأدعية تتلاقى في نقطة هي هم كل فرد وكل جماعة. ألا هي رد الاعتبار للإسلام والمسلمين في كل بقاع العالم. فيا سعادة من كان همه هذا ويا سعادة من أجزل في الدعاء الخالص لهذه الأمة المحمدية عسى الله أن يحقق مبتغاها، وتخرج من التيه الذي لحق بها.
ومن هذا المنبر أوجه ندائي إلى من زار ذلك البيت العظيم الذي يفوح عطرا جميلا، وروحا عالية أن يكون على مثال عظيم، ومكانة مرموقة كما كان عليه سلفنا الصالح من التسامح والمودة لإخوانه المسلمين. وإعطاء لذلكالبيت حرمته وقداسته، وصيانة جوارحهم وكل ما من شأنه أن يوقعهم في الهلاك، وأن يكون حجهم خالصا لله عز وجل لا رفث فيه ولا فسوق، ولايشوبه أي كبر ولا خيلاء.
فلنتذكر جميعا أن الحج هو عبادة خالصة لله عز وجل. شأنها شأن العبادات الأخرى إلا أنها تتميز بلقاء روحاني عال، وبفرصة ذهبية عظيمة سانحة تعطى مرة واحدة لأجل الدعاء إلى الله، والابتهال والتضرع إليه كي تمحى عنه الذنوب وتوضع عنه السيئات التي اقترفها.
فاغتنم أيها الحاج أيتها الحاجة هذه الفرصة، واجعلها عهدا بينك وبين الله، فأجرك عظيم عند الله تعالى وثوابك مليء بالحسنات. آمين.
> مصطفى البعزاوي