تكريم الشاعر محمد الحلوي هو تكريم المغرب للمغرب، وتكريم فاس لفاس، أي تكريم الذات للذات، والشخصية للشخصية، فالأستاذ الحلوي هو نتاج جامعة أصلية وقديمة وعظيمة، أنتجت الحلوي وغيره، وهو من الذين كانوا دائما في الطليعة للحفاظ على ذاتية المغرب وحضارة المغرب ولغة المغرب ودين المغرب ووحدة المغرب وعظمة المغرب، هذا هو عودة الروح وعودة الوعي لفاس بنفسها.
والحلوي نحن تربينا على شعره وشعر عبد الله كنون والناصري من جيل أ ساتذته وأساتذتنا. فهو الذي كان يضيء قلوبنا أيام الاستعمار، يقول كلمته بجرأة وشجاعة.
وهذا التكريم فيه تكريم آخر للغة العربية، وعودة القصيدة العربية الأصيلة، التي كانت القصيدة الفرنجية المترجمة أو المقلدة تزاحمها ، فهو عودة للانطلاقة من جديد، أو استئناف القرويين والمغرب في الشعر العربي واللسان العربي. بل هو عودة للرسالة الإسلامية التي تمثلها القرويين، وهو في رأيي ليس تكريما، وإنما هو اعتراف بالفضل لذويه.
وأنا أدعو جميع مدن المغرب أن تكرم رجالها كالحلوي من كتاب وشعراء وهذا واجب المجالس البلدية إلى جانب أمورها الأخرى.
(أعمال الملتقى الشعري السادس : تكريم الشاعرم حمد الحلوي أيام 10- 12 يونيو 1994 /فاس -المغرب)