حالة استنفار يعيشها المطبخ المغربي طيلة شهر رمضان، وكل سيدة تتنافس على تميز مائدتها، ولا حديث إلا عن وصفات رمضان، حتى شاشتنا الفضية تضج بالإشهار لمواد غذائية، وتنتعش تجارة المواد الاستهلاكية، وكأننا أمام مجاعة كاسحة… وقد تلجأ أسر كثيرة إلى الاستدانة…
فهل نصوم من أجل الأكل والسهرات والنوم نهارا؟! وأين نحن من صيام الرسول عليه الصلاة والسلام والسلف الصالح؟! ومن منا – نحن النساء- تعد أحسن وصفة لرمضان، وصفة تسمو بنا إلى غذاء الروح، مائدة عامرة بأطايب العبادات والأخلاق، موادها مستمدة من القرآن والسنة العطرة، تروي أرواحنا الظمأى، اللاهثة وراء مشاغل وهموم الدنيا، وصفة أطباقها الشهية صلاة وصيام وتهجد وقرآن وأعمال صالحة، وفوق كل هذا، إصلاح للنفس، بمراجعتها، وتصحيح مسار حياتنا… وصفات نستشعر عندها عظم الرسالة الملقاة على عاتق كل منا…
ولنتوقف لحظة، قبل إعداد أكلاتنا، ولنتساءل: هل فكرنا في البطون الجائعة من يتامى وفقراء ؟! هل فكرنا في المرضى الفقراء ومصاريف علاجهم الباهضة ؟! هل فكرنا أننا سنحاسب عن أموالنا المبذرة وأوقاتنا المهدرة؟!
المسابقة مفتوحة للجميع طيلة شهر رمضان،والمنافسة على أشدها في العشر الأواخر… ومانحها هو الكريم الجواد الرزاق، تقبل الله منا ومنكم، وكل رمضان ونحن وكل المسلمين بخير!