ظل المجرم شارون في ظروف ومراحل تطور القضية الفلسطينية المختلفة العقل المدبر للعديد من المجازر التي استهدفت الشعب الفلسطيني مباشرة.
خدم شارون في منظمة الهاگانا اليهودية منذ سنة 1945م منذ الانتداب البريطاني على فلسطين وعمل حارسا في المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية عام 1947م وكان في عام 1953م أحد العاملين على تصفية المقاومة الفلسطينية، وتعرضت عملياته الانتقامية ضد المقاومة الفلسطينية لانتقادات واسعة منذ منتصف الخمسينيات.
وظلت مجازر شارون التي يرتكبها ضد الفلسطينيين مستمرة ومثيرة للجدل حتى مع قادته المباشرين، فاختلف مع “موشي ديان’ رئيس هيئة الأركان عام 1957م وأبعد حينها من قيادة لواء المظليين في دورة تدريبية إلى بريطانيا، وجد شارون الفرصة كاملة لاستئناف نشاطه العدواني ضد الفلسطينيين عندما تولى اسحاق رابين رئاسة هيأة الأركان الإسرائيلية ونال الثناء في حرب يونيو على العمليات التي قام بها كقائد لإحدى فرق الدبابات في مناطق أم كتف وأبي عجيلة.
ولكن الجدل ثار من جديد حوله واعتزل العمل العسكري حينما أدرك أن فرصة رئاسته للأركان الإسرائيلية ضعيفة، وسلك طريقا آخر دخل بموجبه الكنيست في دجنبر 1973م، ومدخله الواسع إلى دنيا السياسة والقرار الاسرائيلي.
وعلى الرغم من أنه أثار الجدل في الكنيست مرة أخرى إلا أنه عين وزيراً للدفاع عام 1980 في عهد “مناحيم بيگين’ وبعدها بسنتين وفي عام 1982 حدثت بقيادته مجزة صبرا وشتيلا التي ذهب ضحيتها المآت من الفلسطينين. وقد اعتبرت تلك المجزرة أسوأ مجازر القرن العشرين التي ترتكب ضد المدنيين،ومورست فيها عمليات إبادة جماعية وجرائم ضد الانسان مما عد خرقا لكل الاتفاقات والمواثيق ولأعراف الدولية،واكتفى “بيگين” حينها بإبعاده عن وزارة الدفاع مع الاحتفاظ به في مجلس الوزراء.
عارض شارون جهود السلام في مختلف مساراته منذ بداياته في كامب دافيد وفي مدريد وأوسلو وغيرها، وفشل في انتخابات رئاسة الليكود عام 1992م، وبناءاً على ضغوط مختلفة انشئت له وزارة خاصة عام 1996م هي وزارة البنى التحتية، وفي إطار هذه الوزارة نفذ خطة واسعة لتكثيف المستوطنات في الأراضي الفلسطينية.
أصبح شارون وزيراً للخارجية الإسرائيلية عام 1998م وانتخب رئيسا لليكود شتنبر 1999م وقام بزيارته الاستفزازية الشهيرة للحرم القدسي الشريف في 28 شتنبر عام 2000م وهي الزيارة التي فجرت الانتفاضة الفلسطينية ويطارده شبحها حتى الآن، خاصة وأن الانتفاضة بمختلف تفاصيلها ارتبطت بثقافة الاستشهاد وعدم الخوف من الموت وهو الأمر الذي يظل يقض مضاجع الإسرائيليين.